اسلاميات

أداء طواف الوداع في العمرة للمرأة الشروط وأفضل الأوقات

طواف الوداع في العمرة للمرأة

كيفية أداء طواف الوداع في العمرة أمر ينبغي التعرف عليه، وذلك لضمان أدائها بالشكل السليم والتأكد من إتمام كافة المناسك بأفضل صورة، والسير على خطى النبي مُحمد في كل المناسك وكيف كان يجعل زوجاته تعتمر، لذلك سنتعرف على شروط طواف الوداع للسيدات وكذلك كيفية أداء المناسك والأوقات المستحبة لذلك.

أداء طواف الوداع في العمرة للمرأة

طواف الوداع في العمرة هو آخر المناسك التي يؤديها المعتمر، ولا يختلف طواف الوداع للمرأة عن الرجل، ويمكن تأديته من خلال الطواف سبعة أشواط حول الكعبة، وتم إطلاق هذا الاسم عليه، لأنه يكون آخر مناسك الحج أو العمرة ومن خلاله يقوم المرء بتوديع بيت الله الحرام، وفي أقوالٍ أخرى يسمى طواف الصدر لأنه يكون في صدور الناس من مكة أي عند الخروج منها.

يمكن للمرأة أداء طواف الوداع في العمرة من خلال البدء بالطواف من عند الحجر الأسود، فتمر عليه بوجهها وجسدها، وتقول “الله أكبر” ومن ثم تقبل الحجر الأسود، وإن لم تستطع نظرًا لشدة التزاحم فعليها فقط بلمسه، وإذا رأت أن هذا الأمر سيكون صعبًا وستزاحم الكثير من الرجال فعليها بالتباعد وأجرها عند الله، وتكتفي بالإشارة إليه فقط كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، مع فعل هذه الحركة في كل شوط من الأشواط السبعة التي ستطوفهم.

يبدأ المعتمر الطواف عن طريق جعل الكعبة على يساره، ويبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي عنده في كل شوط، ويكون الطواف خارج حجر إسماعيل، وذلك بسبب أن حجر إسماعيل يعتبر جزءًا من الكعبة، يكون الطواف حول الكعبة وعند وصول المعتمر إلى الركن الأيمن يستلمه بيده ولا يلمسه ولا يكبر عنده ولا يقبله ولا تسن الإشارة عليه.

يكتمل المعتمر الطواف كما يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن السائب، إذ قال: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ الأسوَدِ “ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ”)، وليس لهذا الطواف دعاء خاص به، بل يدعو المسلم بما تيسر من الأدعية مع مراعاة آداب الدعاء.

كما أنه من الضروري على المعتمر عند أداءه لطواف الوداع في العمرة أن يلتزم بتعاليم الإسلام مثل عدم المزاحمة أو حتى النظر إلى المحرمات، ويقوم المعتمر بعد الانتهاء من طواف الأشواط السبعة بتغطية كتفه، ومن أفضل السنن في هذه الحالة أن يُصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، ويقوم بقراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وفي الثانية سورة الإخلاص.

إقرأ أيضاً  أفضل دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة بالصور

اقرأ أيضًا: دعاء الصفا والمروة ٧ أشواط

حكم طواف الوداع في العمرة للنساء

طواف حول الكعبة

اختلف الفقهاء في الرأي بخصوص حكم طواف الوداع في العمرة للنساء، ولكن اتفقوا على أن طواف المعتمر الذي قاوم بالطواف ومن ثم خرج من مكة، فإن الله يجزئه عن طواف الوداع، وذلك لفعل عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- في عمرة التنعيم، ولكنهم اختلفوا في حالة أن المعتمر أدى العمرة وبقي في مكة المكرمة، ومن ثم رغب في السفر، فهل عليه بأن يطوف طواف الوداع، فيما يلي الآراء التي اختلفت في هذا الشأن:

الرأي الأول

القول الأول في هذا الشأن هو عدم وجوب طواف الوداع، في حالة سفر المعتمر بعد العمرة مباشرةً أو حتى بعدها بأيامٍ، ولكن يستحب أن يقوم المعتمر بطواف الوداع ولكنه ليس من مناسك العمرة الرئيسية، وهذا هو قول الجمهور من المذاهب الأربعة، والذين قالوا أن الحج له مناسك متعددة في أماكن مختلفة، فيجب عليه أن يكون آخر مناسكه بالبيت هو الطواف.

في حين أن في العمرة لا ينتقل المعتمر من البيت، ولذلك قد يكون آخر عهده بالعمرة هو البيت، واستدلوا على ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعتمر 4 مرات، ولم يُنقل عنه أنه قام بطواف الوداع في أي عمرة منهم، كما أن الرسول قام بالحج مع الصحابة في حجة الوداع، ولم يأمر أي منهم بطواف الوداع.

الرأي الثاني

القول الثاني بهذا الشأن هو وجوب طواف الوداع على الحاج أو المعتمر، وجاء ذلك وفقًا لقول الحسن بن زياد من الأحناف، وكذلك ابن حزم، وقد ذهب إلى هذا الرأي بعض المعاصرين مثل ابن عثيمين، واستدلوا على هذا الشأن من خلال بعض الأحاديث النبوية التي تشير على ذلك مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ).

إقرأ أيضاً  حوار بين شخصين عن الصدق وأهميته في الإسلام وأثره على المرء

إلى جانب الحديث الشريف: (وَاصْنَعْ في عُمْرَتِكَ ما أَنْتَ صَانِعٌ في حَجِّكَ) مما يشير ذلك إلى ضرورة طواف الوداع سواء في الحج أو في العمرة، وكذلك للرجل وللمرأة على حدٍ سواء، لذلك فإنه من الأفضل أن يقوم المرء بطواف الوداع للبعد عن الوقوع في المحظور، ولكن في حالة عدم المقدرة فيمكن تركه دون وزر بإذن الله.

اقرأ أيضًا: ما هي الأدعية التي ندعي بها أثناء العمرة

شروط أداء طواف الوداع

طواف الوداع من أفضل المناسك التي يرغب كل معتمر في القيام بها، وذلك لأنها تكون آخر عهد المعتمر بالكعبة ومكة المكرمة، لذلك يلزم التعرف على شروط أداء الطواف بالنسبة للمرأة، لضمان الطواف بشكل سليم.

أن يختص المودع بكونه غريب عن مكة وليس من أهلها، والناس الذين لا يقيمون في مكة يتم تسميتهم بأهل الآفاق، وعند الحنفية لا ينبغي على أهل مكة أو أي شخص يسكن داخل المواقيت طواف الوداع، وذلك لأنه يكون عبارة عن توديع للبيت الحرام، وفي مذهب الحنابلة يقال إن طواف الوداع لكل شخص لا يسكن داخل الحرم.

أما في مذهب الإمام الشافعي فيرى أنه واجب على كل من رغب في الخروج من مكة للسفر مباشرةً، في حالة أنه كان من أهل مكة أو غيرها بينما المذهب المالكي يرى أن طواف الوداع لأهل مكة وغيرهم مندوبًا، وعند طواف المعتمر ينبغي أن يلتزم ببعض الشروط ألا وهي:

  • ضرورة طهارة المرأة من الحيض أو النفاس، وكذلك لا يجب عليها دم بتركها لطواف الوداع، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص فيه للمرأة الحائض، استدلالًا بصفية رضي الله عنها فقد حاضت فقام الرسول بأمرها بعدم استكمال أداء طواف الوداع.
  • يشترط وجود النية من قبل المعتمر وذلك لأنها عبادة، ولكن في مذهب الحنيفة فإنهم لا يشترطون النية.
  • أن يكون طواف الوداع بعد طواف الزيارة، فإن أول طواف يؤديه الحاج يسمى بذلك، وإذا نوى به المعتمر فإنه يجب أن يطوف طواف الوداع بعده.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ارتداء الكمامة في العمرة للنساء وما هي أحكام العمرة للنساء؟

الوقت الأفضل لطواف الوداع

الكعبة الشريفة

بعد أن تعرفنا على كيفية أداء طواف الوداع للمرأة، يجب التعرف على وقت ابتداء طواف الوداع، وكذلك الوقت المستحب فيه القيام بهذه المناسك ووقت الانتهاء منه، وجاء هذا الشأن على النحو التالي:

إقرأ أيضاً  أفضل دعاء عشر ذي الحجة قصير مستجاب

أولًا: وقت الابتداء

تنوعت آراء الفقهاء في هذا الأمر بأنه يبدأ عندما ينتهي المرء من جميع مناسك العمرة في بيت الله الحرام، وذلك لكي يجعل الطواف آخر عهدة بالبيت الشريف، كما جاء في قول الله تعالى: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، فإن طواف الوداع أحد أهم هذه الشعائر، ومكان انقضاء هذه الشعائر هو بيت الله الحرام.

كما أنهم استدلوا ببعض الأحاديث الشريفة التي تشير إلى أن طواف الوداع يجب أن يكون ما ينتهي به المعتمر من حجته أو عمرته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ)، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ)، وكان ذلك رأي فقهاء الحنابلة والمالكية والشافعية.

أما عن رأي فقهاء الحنفية، فإنهم يرون أن طواف الوداع يبدأ في أيام النحر أو ما بعدها، ويكون في أي وقت يريده المسلم ولكن يشترط فقط أن يكون بعد أيام النحر، واستدلوا على هذا الرأي من خلال ما يلي: (كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ).

ثانيًا: وقت الاستحباب

قد أجمع جميع الفقهاء على أن الوقت الأفضل للقيام بطواف الوداع هو بعد الانتهاء من كافة مناسك الحج أو العمرة، ووجود النية بمغادرة مكة، وقد استدلوا ببعض البراهين من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: (أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ)، بالإضافة إلى فعل الرسول في أدائه لكل صلواته، ومن ثم طواف الوداع وخروجه على المدينة.

ثالثًا: وقت الانتهاء من طواف الوداع

قال الكثير من الفقهاء أن وقت الانتهاء من طواف الوداع هو عند مجاوزة الحاج مسافة القصر عن مكة المكرمة، وعندها سوف لا يحتاج إلى الرجوع، لكن يجب عليه دم عند من أجاز بوجوبه.

طواف الوداع من أهم مناسك الحج أو العمرة، وذلك لكونه آخر عهد المعتمر ببيت الله الحرام، لذلك يجب التعرف على كيفية أدائه بالشكل الصحيح، وشروط وجوبه بالنسبة للمرأة.

السابق
معرفه رقم زين بالخطوات وأهم الأكواد المختصرة لمعرفة الرقم
التالي
كيفية التسجيل في رقمنة الثروة العقارية وأهم الشروط والمزايا