جسم الإنسان يتشكل من عدة أجهزة حيوية ويعتبر الجهاز المناعي أهمها، وذلك لأنه الجهاز المسؤول عن دخول مسببات الأمراض إلى الجسم من عدمه، لذلك يجب معرفة كل ما يخصه من أسباب ضعفه والأعراض التي تشير إلى ذلك، بالإضافة إلى كيفية التخلص من ضعف المناعة وزيادتها للتمتع بصحة جيدة وشعور أفضل.
أسباب ضعف جهاز المناعة والأعراض
جدول المحتويات
- 1 أسباب ضعف جهاز المناعة والأعراض
- 2 أعراض ضعف الجهاز المناعي
جهاز المناعة من أهم أجهزة الجسم البيولوجية، وذلك لأنه يعمل على حماية الجسم من أي أمراض أو عدوى أو بكتيريا وفيروسات قد تصيب الجسم بأضرار، لذلك فإن ضعف جهاز المناعة لا يجب إهماله، والتعرف على أسباب هذا الضعف والتعامل معها ومعالجتها، العمل على رفع كفاءة جهاز المناعة مرة أخرى.
إذ أن جهاز المناعة يعمل على حماية الجسم من 90% من الأخطار التي يواجهها الإنسان، قد تؤدي بعض الأسباب إلى ضعف جهاز المناعة وذلك يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والأمراض، لذلك يجب التعرف على الأسباب التي تجعل كفاءة المناعة أقل، فيما يلي أبرز هذه الأسباب:
أولًا: الإصابة بالأمراض المزمنة
المهمة الأولية لجهاز المناعة هي عملية حماية الجسم من أي أمراض ناجمة عن العدوى بكل أنواعها، لكن إصابة الجسم بأي أمراض مزمنة والتي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز المناعي والخلايا المسؤولة عن مناعة الجسم، فيما يلي أبرز هذه الأمراض:
1- مرض السكري
مرضى السكري من أكثر الفئات المعرضة بشكل كبير للإصابة بضعف المناعة، وذلك بسبب وظيفة هرمون الإنسولين المتوقع في تنشيط الاستجابة المناعية لخلايا الجهاز المناعي، إذ يقوم الهرمون بتقوية نشاط الخلايا التائية، مما يؤدي ذلك إلى تكاثر الخلايا بشكل سريع وإرسال بعض الإشارات وتعزيز باقي أجزاء الجهاز المناعي تبعًا للضرورة.
كما أن هناك الكثير من الأمراض الأخرى التي قد تتسبب في ضعف جهاز المناعة مثل الإصابة بنقص المناعة الأولية أو الالتهاب الرئوي وبعض أنواع أمراض الكبد والكلى وكذلك مرض فقر الدم المنجلي، والذي يعتبر له علاقة كبيرة بمرض السكري.
2- الإصابة بمرض السرطان
كما نعرف أن الإصابة بمرض مثل مرض السرطان فإن هذا يؤثر بشكل كبير على نشاط الجهاز المناعي، بالإضافة إلى أنه يؤثر على كافة أجهزة الجسم المختلفة، ويعتبر أكثر أنواع مرض السرطان التي تؤثر بشكل كبير على ضعف جهاز المناعة هي:
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الدم.
- الورم العنقودي المتعدد.
إلى جانب أن التأثير الذي يأتي من هذه السرطانات بشكل مباشر على الخلايا المناعية يمكنه أن يسبب تعطيل جهاز المناعي كليًا، وذلك بسبب التأثير الكبير على الطحال وهو العضو الأول المسؤول عن الجهاز المناعي.
3- أمراض المناعة الذاتية
في بعض الأحيان يكون السبب وراء ضعف جهاز المناعة في الجسم هو الإصابة بأيٍ من أمراض المناعة الذاتية، إذ يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا هذا المرض، ويحدث ذلك بسبب إنتاج جهاز المناعة للأجسام المضادة عن طريق الخطأ، وذلك لعدم قدرة الجهاز المناعي والأجسام المضادة على التمييز بين خلايا الجسم والخلايا الغريبة عنه، ومن أشهر أمراض المناعة الذاتية:
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- السكري من النوع الأول.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
اقرأ أيضًا: تعرف على اختبار الاكتئاب وزارة الصحة وطرق العلاج
ثانيًا: الإصابة بفيروس نقص المناعة والإيدز
كثير من أنواع العدوى الفيروسية قد تتسبب في ضعف الجهاز المناعي، وبالتالي وقف نشاط الاستجابة المناعية، ويعتبر من أشهر هذه الأنواع هو فيروس نقص المناعة البشرية، والذي يمكن أن يتطور إلى أن يصبح متلازمة نقص المناعة المكتسب أو فيما يعرف بالإيدز (HIV).
حيث يقوم هذا الفيروس بالهجوم على الخلايا التائية وتدميرها، والتي تكون مسؤولة بشكل كبير عن حماية الجسم من الأمراض والفيروسات، لذلك لا يقاوم الجسم هذا الفيروس ويصبح أقل كفاءة وأكثر عرضة للإصابة بأي نوع آخر من العدوى.
ثالثًا: تناول بعض العقاقير الطبية
قد يكون السبب وراء ضعف جهاز المناعة هو تناول بعض العقاقير الطبية التي تثبط النشاط المناعي للجسم، ومن أبرز هذه العقاقير ما يلي:
- مثبطات المناعة والتي يتم تناولها في حالات ضعف المناعة المكتسب وأمراض المناعة الذاتية وفي حالة زراعة عضو جديد في الجسم.
- الكورتيكوستيرويدات التي يتم استخدامها لعلاج أمراض متعددة مثل مرض الذئبة أو الساركويد ومرض التهاب المفاصل وكذلك الربو.
- الأدوية الكيماوية التي تستخدم في علاج السرطان، وكذلك مثبطات عامل نخر الورم.
رابعًا: العادات السيئة بشكل يومي
لا تقتصر الأسباب وراء ضعف المناعة على الإصابة بالأمراض أو الأسباب الوراثية، ولكن هناك بعض الأمور الأخرى التي قد تتسبب في ضعف المناعة مثل ممارسة بعض العادات اليومية السيئة مثل التدخين، والذي يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير على المناعة وتضعفها، إذ أن النيكوتين ومنتجات التبغ الأخرى تعمل على ضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
بالإضافة إلى أن السجائر الإلكترونية تساهم بشكل كبير في ضعف الجهاز المناعي وذلك لاحتوائها على النيكوتين وبعض المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في سائل السيجارة الإلكترونية والذي يؤثر بشكل سلبي على الاستجابة المناعية للفرد.
من أشهر العادات الصحية السلبية هو الإفراط في شرب المواد الكحولية، إذ أن الكحوليات تؤثر بشكل كبير على الكبد والكلى مما يساهم في إضعاف الجهاز المناعي وبالتالي تقل مقاومة الجسم للأمراض ومكافحة العدوى، فبمجرد أن يشرب الإنسان كمية محددة من الكحوليات فإن هذا يبطئ الجهاز المناعي في عملية محاربة الجراثيم والميكروبات لمدة قد تصل إلى يوم كامل.
عدم ممارسة الأنشطة الرياضية أيضًا من أبرز العادات السلبية التي تضعف جهاز المناعة بشكل كبير، إذ أن ممارسة الرياضة بشكل مستمر تساهم في تعزيز مقاومة الجسم للأمراض، وذلك من خلال زيادة معدلات تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، لذلك فإذا كان من عاداتك اتباع نظام حياة روتيني وخامل فإن هذا يضمن لك ضعف جهازك المناعي.
اقرأ أيضًا: افضل منتج للتجارة به من المستلزمات الطبية
خامسًا: اتباع حمية غذائية غير صحية
الغذاء الذي تتناوله هو عبارة عن صحتك، فإذا تناولت غذاءً صحيًا فهذا يضمن لك جسدًا صحيًا وخالي من أي أمراض، لذلك قد نغفل عن أن سبب ضعف المناعة قد يكون سببه اتباع نظام غذائي غير صحي، مثل تناول الأطعمة الصناعية واللحوم المعالجة وتجنب تناول الأطعمة الطبيعية والمفيدة مثل الخضروات والفاكهة.
إذ تساعد العديد من أنماط الفيتامينات والمعادن المتواجدة في الأطعمة الصحية كالبيتا كاروتين وفيتامينات A,E,B,C وكذلك الزنك على إنتاج الجسد لعدد مهول من خلايا الدم البيضاء والتي تعمل على مكافحة العدوى البكتيرية والفيروسية.
إلى جانب أن تناول الألياف الطبيعية يساعد على خفض نسب الدهون والكوليسترول في الدم مما يساعد في توفير عملية استجابة أسرع للجهاز المناعي، كما أن هناك بعض الأطعمة التي من الضروري الحد منها لتأثيرها السلبي الكبير على دور الجهاز المناعي مثل:
- الملح: والذي يتسبب في عملية زيادة فرص الإصابة بأمراض المناعة الذاتية إلى جانب أنه يساهم بشكل كبير في زيادة البروتينات الالتهابية، مما يساعد ذلك في حدوث بعض التطورات السلبية على مستوى وظائف جهاز المناعة.
- السكر: يساعد على ارتفاع مستويات السكر في الدم مما يقلل ذلك من الاستجابة المناعية، بالإضافة إلى أنه يساعد في زيادة إنتاج البروتينات الالتهابية.
سادسًا: أسباب نفسية
الحالة النفسية دومًا ما تكون سببًا وراء ضعف الجهاز المناعي إذ أن الجسم وهو في حالة توتر أو قلق فإن ذلك يساهم في زيادة الالتهابات داخل الجسم، وبالتالي يضعف ذلك من قدرة جهاز المناعة على مقاومة الأمراض والعدوى الفيروسية، أثبتت الدراسات العلمية أن التوتر والقلق يمكن أن يساهموا في إضعاف جهاز المناعة في أقل من نصف ساعة.
كما أن التوتر يمكنه أن يؤدي إلى خسائر أكبر تأثيرًا على الجسم ويجعل الجسم غير قادر على مواجهة أبسط الفيروسات مثل فيروس الإنفلونزا والهربس، ولكن ذلك في حالة التوتر المستمر أو في بعض حالات الاكتئاب، كما أن عدم النوم لساعات كافية يمكن أن يجعل الفرد لديه فرص أكبر في الإصابة بالأمراض.
يرجع السبب وراء ذلك أنه في حالة عدم أخذ الجسم لساعات الراحة الكافية، فإنه يكون غير قادر على إنتاج أعداد كبيرة من الخلايا المناعية وكذلك الأجسام المضادة التي تساهم بشكل كبير في القضاء على الفيروسات، كما أن الجسم أثناء النوم يقوم بتخليق ما يعرف بالسيتوكينات وهي عبارة عن بروتينات تساعد على زيادة قدرة الجهاز المناعي.
سابعًا: التقدم في العمر
من الأمور الخطيرة على صحة الإنسان هو التقدم في العمر، وذلك بسبب أن التعرض لأمراض الشيخوخة يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب ضعف جهاز المناعة والذي يكون سببه هو:
- يقوم الجسم بإنتاج أعداد أقل من الخلايا التائية التي تساهم في عمل الجهاز المناعي وبالتالي يقلل ذلك من استجابة الجسم للقاحات.
- تقل كفاءة الجسم في التواصل بين الخلايا المناعية المختلفة، مما يؤدي ذلك إلى بطء نوعي في حدوث الاستجابات المناعية لدى الإنسان، لذلك يفضل في حالة تقدم العمل تناول الأدوية التي ترفع من قدرة الجهاز المناعي.
اقرأ أيضًا: ما هي المستشفيات التي يغطيها تأمين عناية السعودية فئة c؟
أعراض ضعف الجهاز المناعي
كثير منّا قد يعاني من ضعف المناعة ولكنه لا يعرف ذلك، فإن ضعف المناعة قد لا يكون واضحًا بسهولة، لذلك يجب التعرف على أبرز الأعراض التي تشير إلى ضعف الجهاز المناعي والتي تتمثل في بعض الأعراض مثلما يلي:
1- الإصابة بنزلات البرد المتكررة
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض وكذلك الوقاية من إصابتها، فإن معدل إصابة البالغين الأصحاء بنزلات البرد هو من مرتين إلى 3 مرات في العام الواحد، وتكون الأعراض المصاحبة لنزلة البرد هو السعال والعطس والحمى وأحيانًا سيلان الأنف، ويتعافى المريض من هذا الدور في فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام.
أما في حالة تكرر نزلات البرد بشكل مبالغ فيه أو زيادة الأعراض عن الطبيعي أو زيادة فترة الشفاء منها فإن ذلك يشير إلى ضعف الخلايا المناعية وعدم قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الالتهابات.
2- الشعور الدائم بالإرهاق والخمول
أحيانًا نعاني من الشعور الدائم بالتعب والخمول، ولكننا لا نعرف السبب وراء ذلك على الرغم من النوم لفترات طويلة وأخذ أقساط كافية من الراحة، إلا أن هذا يكون أحد أعراض ضعف جهاز المناعة، وذلك يكون من خلال أن الجسم يحاول توفير طاقته لكي يتمكن من محاربة مسببات الأمراض.
3- التهابات الجلد وأمراض المناعة الذاتية
يعتبر الجلد هو خط المناعة الأول، إذ أنه الحاجز الفيزيائي الأول للدفاع عن الجسم من مسببات الأمراض، لذلك قد يظهر ضعف المناعة من خلال التأثير الذي يطرأ على الجلد مثل التهابات الجلد أو جفافه، وكذلك الإصابة بالطفح الجلدي.
إلى جانب أن هناك بعض الأمراض التي تعتبر عرضًا رئيسية لضعف المناعة مثل البهاق والصدفية وكذلك التهاب الغدة الدرقية، والتهاب الأمعاء والإصابة بفقر الدم الخبيث وكذلك فرفرية قليلة الصفيحات مجهولة السبب.
4- تأخر التئام الجروح
من أبرز أعراض ضعف الجهاز المناعي هو عملية تأخر التئام الجروح، وذلك بسبب أن للخلايا المناعية دورًا كبيرًا في عملية شفاء الجروح وكذلك الحروق الجلدية، أو تثبيط الإصابة بالعدوى من خلال الجلد، لذلك هناك بعض الحالات التي تعتبر عرض أساسي لمرض ضعف المناعة والتي تتمثل فيما يلي:
- بطء التئام الجروح أو الحروق.
- قلة قدرة الجلد التالف على التكوين من جديد.
- يساهم مرض ضعف المناعة في زيادة خطر الإصابة مكان الجرح بالعدوى بمتخلف أنواعها.
5- مشكلات الجهاز الهضمي
قد تكون مشكلات الجهاز الهضمي من اضطرابات وعسر في الهضم من أبرز الإشارات التي تبرز ضعف الجهاز المناعي في الجسم، والتي تتمثل هذه الاضطرابات في كثرة الغازات ونوبات من الإسهال أو الإمساك، وذلك يكون بسبب تغير مفاجئ في مستويات البكتيريا النافعة في القنوات الهضمية.
إذ أن هذه النوعية من البكتيريا تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الجسم والمساعدة في الوقاية من الالتهابات، لذلك يشكل انخفاض مستويات هذه البكتيريا خطورة كبيرة على الاستجابة المناعية في الجسم وعليه فإنه تزداد فرص الإصابة بأمراض واضطرابات الجهاز الهضمي.
الجهاز المناعي يتأثر بشكل كبير جدًا بأي تغير مفاجئ قد يحدث للجسم، لذلك يجب مراعاة دومًا هذه التغيرات لتجنب حدوث أي مضاعفات سلبية بشأن الجهاز المناعي والمحافظة على حالته بشكل مثالي لأنه المانع الأول للإصابة بالأمراض والعدوى.