للقصص وحكايات قبل النوم للكبار أهمية كبيرة ويفضل قراءتها الكثيرين لما فيها من متعة رائعة كما أنها تجعل الفرد يستعيد ذكريات طفولته، وتساعد القصص الفرد على الاسترخاء والخلود في النوم بشكل سريع، وهناك أنواع عديدة للقصص منها ما هو خيالي ومنها ما يكون واقعي ولكل منهم رونقه الخاص.
حكايات قبل النوم للكبار
جدول المحتويات
إليكم بعض القصص المميزة للكبار والتي تضيف لهم متعة كبيرة وتساعدهم على النوم بشكل أفضل:
قصة الراعي الكذاب
كان هناك راعي أغنام يسكن في قرية بسيطة وكان يذهب كل يوم بأغنامه إلى المرعى وهي مناطق خضراء تحيط بها الجبال في مشهد مميز للغاية، ويترك أغنامه تركض وتأكل وتشرب وحينما يحل المساء يعود إلى قريته حتى ينام ويأخذ قسطا من الراحة.
وكان يظل الرعي على تلك الحالة يوميًا وفي ذات يوم فكر الراعي أن يقوم بالمزاح مع أهل قريته لأنه كان يشعر بالملل الشديد ولهذا ذهب إليهم في لهفة وهو يقول بصوت خائف ساعدوني لقد هجم الذئب على أغنامي، وهنا ذهب الجميع لمساعدته ولكن كانت الصدمة أنهم عندما ذهبوا وجدوا الأغنام بخير وقال الراعي أنه يمزح معهم.
فقام سكان القرية بالعودة إلى أعمالهم وكانوا غير مرحبين بما قام به الراعي، ولكنه لم يستوعب أنه أخطأ وظل يقوم بأفعال مماثلة وهنا أصبح جميع السكان لا يصدقونه بسبب كذبه المتكرر، وفي يوم من الأيام خرج الراعي لعمله كعادته ولكن المفاجأة أنه ظهر بالفعل ذئب ضخم وبدأ يهاجم الأغنام ويأكل فيها.
فقام الراعي بالتوجه مسرعًا إلى أهل قريته ليطلب المساعدة ولكن لم يصدقه أحد وظنوا أنه يمزح كما في السابق، وللأسف عندما عاد إلى أغنامه لم يجد أي منها على قيد الحياة وخسرها جميعًا، وعندما تيقن أهل القرية من الأمر قالوا له لو أنه لم يقم بالكذب عليهم قبل ذلك لكانوا صدقوه.
وهنا أدرك الراعي أنه كان ينبغي عليه ألا يقوم بتلك الأفعال وأن الصدق أفضل دائمًا فهو لو كان صادقًا من البداية ولا يكذب لكان صدقه أهل القرية وساعدوه بالفعل؛ ولكن بسبب كذبه المتكرر لم يعد أهلًا للثقة وهذا الأمر كان جزاؤه كبيرًا حيث خسر الراعي كل ما يملك، وهنا يتبين لنا قيمة الصدق وأنه ينجي صاحبه.
لعنة بولوك
كان هناك امرأة عجوز تعيش مع صغيرتها في إحدى القرى الجميلة، وكان معروف عن العجوز أنها تجتهد في عملها على عكس ابنتها التي كانت تشتهر بالأنانية والكسل الشديد، وكانت تلك العائلة تمتلك ثور يدعى بولوك وكانت تهتم به المرأة العجوز وتوصي ابنتها دائمًا برعايته.
لكن الابنة كانت تتذمر وتقول إن الحيوانات موجودة لخدمتنا وليس حتى نعتني بها، وكان من عادة الأم أنها تأخذ الثور يوميًا إلى بركة الماء حتى يشرب ويأكل ويسبح فيه على عكس الابنة التي كانت لا تساعد والدتها وكانت فقط تنام في المنزل.
وفي يوم من الأيام مرضت العجوز وهنا كان على الابنة أن تقوم بدور الأم وتهتم بالثور وخاصة أن الجو في ذلك اليوم كان شديد الحرارة، وقامت الأم بإعطاء ابنتها علبة من الحلوى لتتسلي بها حتى ينتهي الثور من شرابه وطعامه، ولكن البنت قامت بربط الثور في مكان جاف بعيد عن الماء وقامت بتناول الحلوى وكان الثور ينتظر حتى تنتهي وهو عطشانًا.
وقال الثور لنفسه سوف انتظر قليلًا حتى تنتهي الفتاة من طعامها وبالتأكيد سوف تقوم بالاعتناء بي بعدها وتأخذني للماء، ولكن الفتاة لم تفعل ذلك وبمجرد أن تناولت الحلوى عادت إلى والدتها وقالت أنها فعلت ما طلبته منها.
هنا غضب الثور كثيرًا لأنه كان عطشانًا ولعن الابنة وقال يمكن أن تولدي في ولادتك الثانية في هيئة طائر كشاتاك (وهو نوع من الطيور التي لا يتمكن من شرب الماء إلا حينما تمطر السماء)، وذلك لأنك تركتني عطشانًا فتستحقي أن تظلي عطشانة.
وبالفعل تحققت لعنة بولوك وولدت الفتاة في هيئة طائر تشاتاك وهذا الطائر على الرغم من وجود المياه تحيطه من كل مكان إلا أنه ينتظر فقط هطول الأمطار ليتمكن من شرب الماء ويظل عطشانًا طوال فترات الجفاف.
المالك الشرعي
كان هناك رجل يدعي جوبال وكان يمتلك بقرة تدر له لبن كثير وكان لبنها مميز للغاية ويفضله سكان المنطقة بأكملها، ولكن ذات يوم مرضت البقرة بشدة وبدء حليبها بقل حتى نفذ تمامًا، وعندما زادت حالتها سوءًا توقع جوبال أنها لن تُشفى ولهذا قرر التخلص منها حتى لا تُصبح عبئًا عليه، وتركها وسط الطريق بمفردها.
حزنت البقرة بشدة وأدركت أن مالكها أصبح لا يريدها بعد أن أصبحت بلا فائدة له، فقامت بالمشي بعيدًا عنه ولكنها مرضت بشدة وسط الطريق وهنا وجدها دارما وهو مزارع مشهور في منطقته وكان يشتهر بلين قلبه وحبه للحيوانات، فقام بالاعتناء بها حتى شُفيت تمامًا من مرضها ثم بحث عن مالكها ولكنه لم يتمكن من الوصول له ولهذا قرر تربيتها.
بدأت البقرة تعيش حياة جيدة وأنجبت عجلًا وأصبحت تدر لبنًا مرة أخرى وكان أفضل من قبل بسبب صحتها التي أصبحت مثالية، وبدأ الناس يذهبون إلى دارما يطلبون لبن البقرة الرائع وهذا الأمر ساعد في زيادة ثروة دارما، وحينما سمع جوبال بالأمر بدأ يشك أن تلك البقرة هي بقرته التي تخلى عنها ولهذا توجه إلى دارما.
وعندما وصل إليه قام بالتأكد أولًا من البقرة وهل هي نفسها أم لا وحينما تأكد أنها هي، فقال لدارما إن تلك البقرة ملكي ولكن دارما لم برغب في تسليمها له، وهنا ذهب جوبال يشتكي إلى كبير القرية، وتم الاتفاق على عقد اجتماع بكبار القرية ليتم الحكم في هذا الأمر؛ وتم الاتفاق على ترك البقرة هي من تختار بينهما.
لهذا تم إيقاف البقرة في منتصف جوبال ودارما فقامت البقرة بالتوجه مباشرة إلى دارما الذي كان يحنو عليها ولم يتركها بمفردها حينما مرضت وكانت تعاني بشدة على عكس جوبال الذي تركها دون مأوى بمجرد أن مرضت، وهنا عرف جوبال أنه خسر بقرته بسبب أنانيته وأنه اهتم فقط بمصالحه منها ولم ينتبه إلى معاناتها.
أفضل قصة للكبار والصغار
هناك العديد من القصص المتنوعة التي تتناسب مع طبيعة الأطفال ويستمتع بها أيضًا الكبار، كالآتي:
قصة الصياد
كان هناك رجل يعمل بمهنة الصيد وكان يذهب كل يوم إلى عمله وفي يوم من الأيام رأى بنت جميلة وأعجب بها الصياد بشدة وقرر الصياد أنه إذا رأي البنت مجددًا سوف يسأل عن والدها حتى يذهب إليه ويطلب منه الزواج منها.
وحينما قابلها مجددًا سأل عنها وعلم مكان منزلها وقام بالتوجه إليه وطلب من الأب الزواج من ابنته الجميلة، ولكن الأب فاجأه أنه لن يزوج ابنته إلا من رجل غني، فهنا حاول الصياد أن يعمل ويكافح قدر استطاعته حتى يقوم بتكوين ثروة ليوافق الأب على زواجه منها.
لكن الصياد لم يتمكن من تكوين المبلغ الذي طلبه الأب، وفي يوم من الأيام كان الصياد مارًا من أمام منزل البنت ووجد إضاءة كبيرة فذهب هناك وتفاجئ بأنه زواج البنت فحزن كثيرًا، وعندما قابل الأب وجد منه ترحابًا كبيرًا وقال له أنه لن يأمن على ابنته مع رجل غيره وأنه لم يكن يرغب بالمال بل كان يود أن يرى هل بالفعل الصياد سيحاول بكل ما لديه ليتمكن من الزواج بابنته أم لا.
أوضح الأب للصياد أن الأمر الهام هو أنه بذل كل ما يستطيع وبهذا سيكون مطمئنًا على ابنته وهي معه، وأنه بهذا تمكن من معرفة أن الصياد سيحاول دائمًا لجعل ابنته سعيدة وأنه بالفعل رجل يُعتمد عليه.
مزاج سيئ
كان هناك طفل صغير وكان يعاني من الغضب السريع ففكر والده في حل لهذا الأمر فقام بإعطاء الطفل مجموعة من المسامير وطلب منه أن يقوم بوضع مسمار واحد لكل مرة يغضب فيها، ومع انتهاء اليوم الأول وجد الطفل أنه قد دق حوالي 37 مسمار في الحائط الخلفي للمنزل، ولاحظ الطفل أن هذا الأمر مرهق للغاية لهذا قرر أن يحاول الهدوء.
مع مرور الأيام تعلم الطفل أن يتحكم في غضبه وأصبح العدد الذي يقوم بوضعه في الحائط من المسامير يقل يومًا بعد يوم، حتى تمكن الطفل في النهاية من التحكم في غضبة وأصبح أكثر هدوءًا، وهنا ذهب مسرعًا إلى والده ليشاركه في هذا الأمر.
سعد والده كثيرًا أن ابنه واخيرًا أصبح يمر عليه العديد من الأيام دون أن يضع المسامير في الحائط، وطلب الأب من الابن أن يقوم بنزع مسمارًا عن كل يوم لا يغضب به وبالفعل نفذ ذلك الطفل وفي النهاية تمكن من نزع كافة المسامير التي قام بإدخالها جميعًا.
فأخذ الأب ابنه وقال له الآن انظر إلى المكان الذي نزعت منه المسامير ماذا ترى؟ فوجد الابن آثار المسامير مازالت موجودة فقال له والده أن الغصب يؤدي بك إلى أن تقول وتتصرف بشكل جارح ومؤذي لغيرك والأسوأ أن اعتذارك بعد ذلك لا يداوي الجرح أو الأثر الذي تركته لدى الآخرين.
فالأمر يشبه أنك قمت بطعن أحدهم وبعد ذلك أخذته إلى الطبيب وتم شفائه ولكن في النهاية أثر الجرح ما زال متواجدًا، ولهذا فعليك الحفاظ على هدوءك وتعلم أن للغضب آثار سيئة عليك وعلى المحيطين بك.
قصص قبل النوم واقعية
من المعروف أن القصص والحكايات الخيالية تسمح لك بحرية الفكر فيمكنك فيها أن تتحدث بأمور خيالية لإيصال الفكرة، ومع ذلك فهناك الكثير من القصص الواقعية والتي تتمكن بها من إيصال فكرتك:
قصة رحلة في الريف
كان هناك عائلة صغيرة تعيش في الريف وكانت تتكون من الأب والأم وابنة (ندى) وصبي (رامي)، وفي إحدى الأيام قرر والدهم أن يأخذهم في نزهة بين أحضان الطبيعة حيث المناظر الطبيعية الخلابة وبهذا الخبر سعد الأطفال كثيرًا، وبدأت العائلة بتحضير ما تحتاج إليه في تلك الرحلة.
في صباح اليوم التالي قامت العائلة بالذهاب في رحلتها وبمجرد وصولهم بدأ رامي وندى يتجولان في المكان وكان رامي أكثر تشوقًا فذهب بعيدًا يرى التلال، ولكن بدأ الصبي يختفي ويظهر بعد قليل وهنا بدأ والده ينتبه لتصرفاته، ولكن قد حان موعد الغداء وأثناء تحضير الوالدين الطعام لاحظ الأب أن رامي يقول لأخته بعض الأمور بصوت منخفض.
وفجأة أصبحت ندى سعيدة وقامت بهدوء وأخذت بعض الخضروات وتوجهت مع أخيها إلى إحدى التلال، فذهب الأب خلفهم ووجد أنهم دخلا إلى كهف موجود بها، فخاف الأب كثيرًا وأسرع نحوهم ولكنه وجد داخل الكهف عائلة من الأرنب التي كان أبنائه يأخذون لها الخضروات حتى تأكل.
أخذ الأب أبناءه وعادوا إلى والدتهم وأثنى على ما فعلوه ولكنه طلب منهم أن يقولان له بعد ذلك تلك الأمور حتى يساعدهم ويقدم لهم النصائح للتعامل المناسب حتى لا يُصابوا بأي مكروه.
المرأة العجوز والقطار (القناعة)
ركبت امرأة عجوز القطار للمرة الأولى وكانت تشعر بالحماس الشديد لتلك الرحلة الممتعة وخاصة أن القطار سيمر على العديد من المناطق الطبيعية والمناظر الجميلة، بعد أن جلست المرأة قالت أن ذلك الكرسي غير مريح لها وقررت البحث عن مكان أفضل فقامت وعندما اختارت المكان الجديد وجدت بجانبه طفل يبكي بصوت عالي، فقررت ترك المكان والبحث عن آخر.
فقالت المرأة سأذهب إلى آخر القطار لأنه سيكون به عدد أقل من الأفراد وبهذا سأتمكن من الاستمتاع برحلتي، وعندما وصلت له شعرت فيه بالحر الشديد فقامت وبدأت بالبحث عن مكان جديد وفي النهاية وجدت المرأة مكان مناسب لها.
وبمجرد أن وصلت إلى المكان اكتشفت أن موعد انتهاء رحلتها اقترب فحزنت المرأة كثيرًا وتمنت أنها لم تقوم من مكانها الأول وقالت لم أكن أعلم أن تلك الرحلة ستكون قصيرة هكذا ولو علمت لما ضيعت وقتي في البحث عن مقعد مميز وكنت استمتعت بالرحلة وبالمناظر الطبيعية.
وصلنا لنهاية مقالنا حول حكايات قبل النوم للكبار وذكرنا تنوع كبير للقصص التي يمكنكم الاستمتاع بها، ويجدر الانتباه إلى أن القصص تساعد الفرد على تصفية ذهنه ويتمكن بعدها من النوم بعمق كما أنها تضيف له تسلية بشكل هادئ ومفيد.