دعاء السديس مكتوب يُعد من أفضل الأدعية التي يُمكنك ترديدها في كل وقت، حيث يُعرف الشيخ السديس بتلاوته العذبة وصوته الرائع، والذي يلامس قلبك بالخشوع والطاعة لله تعالى، حيث تبعث تلاوته السكينة والطمأنينة في نفوس سامعيه، ولذلك انتقلت أدعية السديس عند ختم القرآن وفي صلاة التراويح وغيرها إلى المُسلمين ليُرددونها، حيث تأسر حواسهم وتجذب انتباههم لاسيما إن كانت بصوته المؤثر، وفي الفقرات التالية نوافيكم بصيغ دعاء السديس مكتوب.
دعاء السديس مكتوب
جدول المحتويات
الدعاء هو من أفضل العبادات إلى الله، لاسيما إن كان وقت الصيام وبعد الصلاة ويوم الجمعة وفي الأيام المباركة، حيث يكون الدعاء في كل وقت ومكان فلا يُقيد بصورة أو صيغة معينة، حيث يُعيد التوازن الروحي للمسلم ويُجدد إيمانه بالله تعالى، ومن بين أفضل صيغ الدعاء أن تُردد دعاء الشيخ السديس المأثور عنه، وفيما يلي نُقدم دعاء السديس مكتوب:
“اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا برحمتك واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقي عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت..
لك الحمد على ما قضيت ولك الشكر على ما أعطيت نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا..
ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام..
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونجعلك أن تجعل كل قضاء قضيتها لنا خيرًا يا رب العالمين يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا أجود الأجودين، اللهم نسألك من خير ما سألك به نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحون ونعوذ بك من شر ما استعاذك به نبيك محمد وعبادك الصالحون، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..
اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الفوز يوم القضاء وعيش السعداء ونزل الشهداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء ونعوذ بك اللهم من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع ومن عين لا تدمع، نعوذ بك اللهم من هؤلاء الأربع..”.
ما أعظمه من دعاء وما أبلغ معانيه، فما إن حرص المُسلم على ترديد أفضل دعاء السديس مكتوب كما رأينا أعلاه يجازيه الله عن ذلك خير الجزاء، مع العلم أنّ خير الدعاء أن يدعو المُسلم لما فيه الخير للأمة الإسلامية جمعاء ولا يدعو لنفسه فقط.
تفسير دعاء السديس
في صيغة دعاء السديس مكتوب المذكورة وجدنا أنه بدأ في مُقدمته الدعاء للنفس بالهداية، ليُنعم الله عليه البركة في حياته، ولا يجعله أبدًا من عباده المذلولين في الدنيا والآخرة، حيث دعا ربه أن يقضي الحوائج ويُفرج الكرب، كما أنه تابع دعائه بشكر الله على نعمه والثناء عليه، ثم استغفر ربه من جميع الخطايا والمعاصي، آملًا أن يتغمده الله في رحمته، ويُنعم عليه ببلوغ دار النعيم، فيُهون عليه مصائب الدهر ويجعل الجنة مآله.
كما واصل الشيخ السديس دعائه بأن يزيده الله من فضله بالنعم، فيجعله بصحة جيدة، ويجعله منصورًا على كل الظالمين، ويطلب من الله العفو والعافية مناديًا لعزته وجلاله بصفاته العلا، فيُثني على الله ويطلب منه أن يرزقه الجنة ويُبعد عنه النار، ثم يطلب من الله الخير كله، فيرضيه بما يرضى.
وقد واصل الشيخ السديس بالدعاء إلى عباد الله بالهدى والتقوى وغنى النفس والعفة والتزكية، ليختتم دعائه لجميع أمة الإسلام، فينعم عليهم الله بالخير والبركة ويحميهم من الوقوع في براثن الشياطين ومعاصي النفس الأمارة بالسوء، وينصر أمته على أعدائها، ثم يسأل الله استجابة الدعاء.
تحميل دعاء السديس مكتوب PDF
بعدما تطرقنا إلى أكثر من صيغة لدعاء السديس من يرغب في الاحتفاظ بدعاء السديس مكتوب لترديده في أي وقت يُمكن تحميل الدعاء PDF من الرابط التالي.
شاهد أيضًا: ما هي الأدعية التي ندعي بها أثناء العمرة
دعاء السديس مكتوب لختم القرآن
اعتاد الشيخ السديس في آخر أيام شهر رمضان المبارك أن يدعو عند ختم القرآن في صلاة التراويح بأفضل دعاء يُردده بتلاوته العذبة التي تقشعّر لها الأبدان، حيث إنّ الدعاء بجوامع الكلم من سنة النبيّ الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ولهذا من الأفضل اغتنام العشر الأواخر من رمضان بترديد الدعاء، وفيما يلي دعاء السديس مكتوب لختم القرآن في صلاة القيام بالحرم المكي:
(اللهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونتوب إليك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك..
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهلٌ أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيء قدير.
لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة، كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد والشكر كثيراً كما تعطي كثيرًا..
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال، لك الحمد كالذي نقول، وخيرًا مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول.
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعةُ آتيه لا ريب فيها.
لا إله إلا الله! المتوحد في الجلال، بكمال الجمال تعظيماً وتكبيراً، المتفرد بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده، “الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا”.
لا إله إلا الله! رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، سبحان من خضعت لعظمته الرقاب! سبحان من لانت لقـدرته الشـدائد الصلاب! : “غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ” “لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ”.
وصلوات الله وسلامه على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله إلى كافة الثقلين بشيراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً.
اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، ولك الحمد على ما يسَّرت من صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابك العزيز، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم الذي أيدت سلطانه، وقلت يا أعز من قائل سبحانه: ” فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ” أحسن كتبك نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً، ظاهر البرهان، محكم البيان، محروس من الزيادة والنقصان، فيه وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، ” لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ” اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفقنا في ليلتنا هذه إلى ما تحب وترضى، وفي كل أعمالنا، يا حي يا قيوم.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، ولا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نَفَّسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين).
شاهد أيضًا: ما هو دعاء تاج الذكر وما فضله
من هو الشيخ السديس؟
الشيخ عبدالرحمن السديس هو إمام الحرم المكي كما أنه رئيس الهيئة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، وهو واحد من أشهر القرّاء، حيث عُرف بخشوعه في الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وكان دعاء السديس في صلاة التراويح في رمضان من الأدعية المؤثرة في النفس، حيث كان يُردد الدعاء فيُبكي المُصلين في الحرم من شدة الخشوع والخضوع لله عز وجل؛ ولهذا يُفضل الجميع سماع وتلاوة دعاء السديس مكتوب بأفضل الصيغ المأثورة عنه.
شاهد أيضًا: دعاء التراويح
آداب الدعاء وشروطه
عند ترديد وتلاوة أفضل صيغ دعاء السديس مكتوب ينبغي على المُسلم أن يلتزم بآداب وشروط الدعاء، والتي أتت على النحو التالي:
- يُفضل الوضوء واستقبال القبلة.
- البدء بالدعاء بحمد الله والثناء عليه.
- عند الشروع في الدعاء ينبغي الصلاة على النبي، فهي من الآداب التي يجب على الداعي مراعاتها.
- يُستحب رفع اليدين أثناء الدعاء.
- أثناء الدعاء، يحرص المسلم على الاعتراف بالذنب والتوبة وتجديد الإيمان.
- الإلحاح في الدعاء مع عدم استعجال الإجابة.
- تجنب التكلف في صيغة الدعاء وتعمد القافية.
- من آداب الدعاء أن يكون الصوت بالدعاء بين الجهر والمخافتة، فخفض الصوت هو أعظم إيمانًا وأبلغ تعظيمًا.
- حضور القلب واستحضار النية عند الدعاء، فلا يستجيب الله دعاء من غفل قلبه.
- أن يكون الدعاء لله وحده، بإخلاص لله، دون رياء.
- عدم الاعتداء في الدعاء على أحد.
- أن يكون الدعاء في الرخاء والشدة لا في الشدة فقط.
- التوسل إلى الله في الدعاء بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
- من شروط الدعاء التوبة وتطهير الباطن.
- العزم في الدعاء.
- تحرّي أوقات الإجابة، مثل أن يدعو العبد في الثلث الأخير من الليل أو بين الآذان والإقامة، وكذلك قبل الإفطار للصائم.
بذلك نكون قد قدمنا صيغ دعاء السديس مكتوب، لعلّ الله أن يتقبل منّا الدعاء ويجعلنا من المغفور لهم، وعلينا أن نحرص عند ترديد الدعاء أن نلتزم بآداب وشروط وضوابط الدعاء كما ذكرنا أعلاه.