منوعات

قصائد شعر غزل صريح قوية ومؤثرة لأبرز الشعراء العرب

قصائد شعر غزل صريح

الغزل الصريح هو أحد أهم فنون الشعر، إذ فيه يتغزل الشاعر بمفاتن المرأة الجسدية حبًا فيها، وقد يقوم الشاعر بتعديد أسماء حبيباته في القصيدة وينتقل من حبيبة إلى الأخرى فقد لا يكتفي بواحدة، وازدهر هذا النوع من الشعر في العصر الجاهلي وصولًا إلى العصر العباسي والأموي حتى انحدر، وسنتعرف على أبرز إنتاجات هذا الشعر في هذه العصور فيما يلي.

قصائد شعر غزل صريح

شاب وفتاة يحملان ورد

شعر الغزل من أشهر أغراض الشعر، ويختلف الغزل ما بين الغزل الصريح القوي والغزل العفيف، ومن أشهر الشعراء الذين كانوا يتناولون في قصائدهم شعر الغزل هو عنترة بن شداد، صاحب أشهر قصة حب في التاريخ الجاهلي، فقد كان كثيرًا ما يقول الشعر بخصوص محبوبته عبلة، فيما يلي أبرز قصائده والتي كان غرضها الغزل الصريح:

قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها

فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها

دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِها

وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها

دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه

وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها

ما بالُ عَينِكَ لا تَمُلُّ مِنَ البُكا

رَمَدٌ بِعَينِكَ أَم جَفاكَ كَراها

يا صاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً

في دارِ عَبلَةَ سائِلاً مَغناها

أَم كَيفَ تَسأَلُ دِمنَةً عادِيَّةً

سَفَتِ الجُنوبِ دِمانَها وَثَراها

يا عَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم

وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها

يا عَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ

فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها

يا عَبلَ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ

شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها

وَدَنَت كِباشٌ مِن كِباشٍ تَصطَلي

نارَ الكَريهَةِ أَو تَخوضُ لَظاها

وَدَنا الشُجاعُ مِنَ الشُجاعِ وَأُشرِعَت

سُمرُ الرِماحِ عَلى اِختِلافِ قَناها

فَهُناكَ أَطعَنُ في الوَغى فُرسانَها

طَعناً يَشُقُّ قُلوبَها وَكُلاها

وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي

وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها

وَأَزيدُها مِن نارِ حَربي شُعلَةً

وَأُثيرُها حَتّى تَدورَ رَحاها

وَأَكُرُّ فيهِم في لَهيبِ شُعاعِها

وَأَكونُ أَوَّلَ واقِدٍ بِصَلاها

وَأَكونُ أَوَّلَ ضارِبٍ بِمُهَنَّدٍ

يَفري الجَماجِمَ لا يُريدُ سِواها

وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشى الوَغى

فَأَقودُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشاها

وَالخَيلُ تَعلَمُ وَالفَوارِسُ أَنَّني

شَيخُ الحُروبِ وَكَهلُها وَفَتاها

يا عَبلَ كَم مِن فارِسٍ خَلَّيتَهُ

في وَسطِ رابِيَةٍ يَعُدُّ حَصاها

يا عَبلَ كَم مِن حُرَّةٍ خَلَّيتُها

تَبكي وَتَنعى بَعلَها وَأَخاها

يا عَبلَ كَم مِن مُهرَةٍ غادَرتُها

مِن بَعدِ صاحِبِها تَجُرُّ خُطاها

يا عَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً

سَبعينَ أَلفاً ما رَهِبتُ لِقاها

وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ

وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها

كان عنترة بن شداد أحد أشهر فرسان العرب، وكذلك أحد أهم شعراء العصر الجاهلي، واشتهر بين أبناء قبيلته بحسن الأخلاق ونبل الصفات، كذلك يعرف عنه شجاعته، كان من أفضل شعراء جيله وذلك لأن شعره تميز بالكثير من الخصائص الفنية التي تشمل اعتزازه بنفسه وفخره بالقبيلة وكذلك التغني بفروسيته.

كذلك من أشهر سماته التصويرية في شعره الواقعية حيث كان يفضل أن ينقل كل ما يدور حوله من أحداث بكل التفاصيل، ولم يكتفي فقط بذلك فقد كان دائمًا ما يسرد ما يشعر به من أحاسيس داخلية وآلام نفسية تعتريه.

كانت تتميز قصائده بخصائص لغوية مثل سهولة الألفاظ وكذلك رقي الصياغة والاعتماد على كافة أدوات الشعر المتمثلة في الألفاظ السلسة والأساليب والخيال واللجوء إلى الموسيقى في القوافي، وكان هذا الأسلوب هو السائد في فترة عصر ما قبل الإسلام.

فقد كان كل الشعراء يبدأون قصائدهم من خلال الوقوف على الأطلال ومن ثم الانتقال على وصف الطريق أو الرحلة، ثم يقومون بوصف الناقة التي تحملهم وتحمل أغراضهم ومشقات الرحلة بالإضافة إلى التطرق إلى وصف المحبوبة والتعبير عن المشاعر التي يكنها لها سواء شوق أو عتاب وغرض الغزل بشكل عام.

إقرأ أيضاً  العقرب في المنام بشارة خير

اقرأ أيضًا: أجمل قصائد شعر عن الحب لنزار قباني والبحتري وسمات الشعر العربي

قصيدة غزل قوية لنزار قباني

شاب وفتاة في حديقة ورود

من أشهر شعراء العرب في الغزل الصريح أو القوي هو نزار قباني، حيث إنه كان يعرف بشاعر المرأة والحب، دليل على كثرة قصائده التي كان غرضها الأول الغزل، فإن نزار كان شاعرًا ذو أحاسيس وعواطف جياشة، نظرًا لتأثره الكبير بالحب وفقدانه لمن أحب مثل أمه وأخته وكذلك زوجته بلقيس وهم في مقتبل العمر، لذا عند ذكر شعر الغزل فيجب ذكر أهم قصائد نزار قباني:

حديثك سجادةٌ فارسيه..
وعيناك عصفورتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..
وإني أحبك..
لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي.. وفي أي يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..
***
دعيني أصب لك الشاي،
أنت خرافية الحسن هذا الصباح،
وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيه
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..
ويرتشف الماء من شفة المزهريه
دعيني أصب لك الشاي، هل قلت إني أحبك؟
هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئت..
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيده
ومثل حضور المراكب، والذكريات البعيده..
***
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك..
دعيني، أعبر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكر في شفتيك..
وبال الملاعق، والسكريه..
دعيني أضيفك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجديه..
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه..
***
أكرر للمرة الألف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين..
أحبك أنت..
دعيني أفتش عن مفرداتٍ..
تكون بحجم حنيني إليك..
وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة نهديك..
بالماء، والعشب، والياسمين
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق عنك..
وأبكي، وأضحك عنك..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..
***
أحبك..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون،
مثل حضور المياه،
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمسٍ..
وبستان نخلٍ..
وأغنيةٌ أبحرت من وتر..
دعيني أقولك بالصمت..
حين تضيق العبارة عما أعاني..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورط فيها.
وتغدو القصيدة آنيةً من حجر..
***
دعيني..
أقولك ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبك؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
***
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي الخيار.. وليس لديك الخيار..

إقرأ أيضاً  هل العمل في مرسول مربح؟ وما الشروط اللازمة للعمل كمندوب؟

دومًا ما كانت تعكس قصائد نزار قباني كل ما مر به من مواقف محزنة وصعبة بالأخص عند موت زوجته العراقية بلقيس عام 1967م، فصار يكتب الشعر ويتحدث عن كل النساء الذين أثروا في حياته مثل أمه وأخته وكذلك زوجته، فقد كان يستعمل الغزل الصريح بشكل مباشر دون تراجع، فقد كان يعرف عنه الجرأة في الألفاظ والأسلوب.

اهتم نزار قباني في كثير من قصائده الشعرية بقضايا المرأة، إذ أنه كان له أسلوبه الخاص في الكتابة عن المرأة في كافة أحوالها، سواء كانت أم أو طفلة أو زوجة، مما جعل النقاد في فترة من الزمن بوصف أسلوبه الذي يختص المرأة أنه عبارة عن ثورة فكرية، كونه يتناول مواضيع جريئة وشائكة تختص بالمرأة.

امتزج أسلوب نزار قباني بين الأسلوب الأكاديمي واللغة العربية الفصحى، واللغة العامية، فقد استعمل لغة شعرية بين الاثنين، ذلك عن طريق استعمال الألفاظ القوية العميقة، وكذلك استعمال الألفاظ السهلة البسيطة وذلك لأنه كان يحاول أن يخاطب كافة الطبقات وكل فئات المجتمع المثقف منها والبسيط.

في بعض الأغراض كان ستعمل اللغة الخطابية وفي أخرى كان يستعمل اللغة التقريرية المباشرة التي تمتاز بسهولتها، ولكن في إطار عام فإن لغته الشعرية كان تتسم بالمفردات البعيدة التي تتميز بانتشارها بشكل كبير بين الناس، مما جعل قصائده تصل لأكبر قدر من الجمهور، وكان الجمهور يفهمه باختلاف درجة ثقافته على الرغم من قدراته الأدبية والبليغة.

اقرأ أيضًا: قصيدة شعر عن الحب والعشق

قصيدة غزل لأبي نواس

شخص يحمل وردة وخطاب حب

أبي نواس من أبرز شعراء جيله في الدولة العباسية، وكان من رواد التجديد في هذه الفترة، فقد تأثرت لغة أبي نواس الشعرية بكثير من العوامل أولهم البيئة المدنية والتي سيطرت بشكل كبير على قصائده، والعامل الآخر هو السلطة الفكرية والتي ظهرت خلال قصائد المدح التي اشتهر بها، ولكنه كان متميزًا بشكل أكبر في قصائد الغزل الصريح، فيما يلي أبرزها:

ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ

ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ

بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي

غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي

لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها

فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ

كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ

فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق

ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ

حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ

تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت

في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ

ذهبيّةٌ تختالُ في جنباتِها

كالدرّ ألفَهُ نظامُ الراتقِ

باكرتُها من كفّ أغيدَ شادنٍ

حسنِ التنعّم فوق سُؤلِ العاشق

مُتَعَقربِ الصدغينِ في لحظاتهِ

فِتَنُ لها مقرونةٌ ببوائق

متخرّسٍ دينُ النصارى دينهُ

ذي قُرطقٍ لم يتّصل ببنائقِ

لَبِقٍ بديع الحسنِ لو كلّمتهُ

لنبذتَ دينكَ كلّهُ من حالقِ

واللَهِ لولا أنّني متخوّفٌ

أن أُبتلى بإمام جَورٍ فاسقِ

لتبعتهُ في دينهِ ودخلتهُ

ببصيرةٍ فيه دخولَ الوامقِ

إنّي لأعلمُ أن ربّي لم يكن

ليخُصّهُ إلّا بدينٍ صادقِ

تميز أبي نواس بتنوع أغراض قصائده، ولكنه كان حريص دومًا على قول شعر الغزل الجريء، كما أنه كان دائم التطوير في الشعر والخروج دائمًا عن المعتاد، فإنه أول من استخدم اللغة كطريقة للتعبير عن نفسه وما يعتقده داخليًا بمعزل عن العالم الخارجي وما يفكر فيه، كما أنه حاول أن يبعد كل البعد عن اللغة الجامدة واللجوء إلى الألفاظ الحية التي يمكن فهمها في كل الأوقات والأماكن.

إقرأ أيضاً  بلاد بحرف ذ

تميز أسلوبه بالسهولة والليونة حيث إن المتلقي كان لا يجد صعوبة في فهم معاني أو مفردات قصائده إذ ميزت هذه السمات قصائد أبي نواس عن باقي الشعراء في هذا الجيل، كان أبي نواس أيضًا مختلفًا عن أبناء جيله في شعر الغزل، فكان من المعروف أن يكون الغزل للمحبوبة، أما أبي نواس فكان يوجه قصائده المختصة بالغزل إلى الجواري على عكس البقية.

كما عُرف عن أبي نواس أنه كان طريفًا في الصور كما عكس الصورة جزءًا من لغته الشعرية متضمنة في ذلك حياته وأفكاره الداخلية ورؤيته للأشياء من حوله، كما كان يحاكي الصورة للتطورات التي تطرأ على حياته وكذلك الظروف السائدة في هذه الفترة.

اقرأ أيضًا: أفضل أشعار عن الحب قصيرة

أشهر شعراء الغزل امرؤ القيس

شاب وفتاة يحملان مظلة وفوقهما قلب كبير

عند ذكر شعر الغزل القوي، فيجب أن نذكر ملك شعر الغزل ألا وهو امرؤ القيس، من منّا لا يعرف امرؤ القيس وقصة حبه مع ليلى، من شدة حبه لها فكان معروف بلقب مجنون ليلى، فقد كان يكتب لها القصائد بحرارة كبيرة وكان غرض القصائد غزل صريح وواضح، لذلك فيما يلي أبرز قصائد الغزل القوي:

أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي

وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

وَهَل يَعِمَن إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ

قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ

وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ

ثَلاثينَ شَهراً في ثَلاثَةِ أَحوالِ

دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ

أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ

وَتَحسِبُ سَلمى لا تَزالُ تَرى طَلّاً

مِنَ الوَحشِ أَو بيضًا بِمَيثاءِ مِحلالِ

وَتَحسِبُ سَلمى لا نَزالُ كَعَهدِنا

بِوادي الخُزامى أَو عَلى رَسِ أَوعالِ

لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّباً

وَجيداً كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ

أَلا زَعَمَت بَسباسَةُ اليَومَ أَنَّني

كَبِرتُ وَأَن لا يُحسِنُ اللَهوَ أَمثالي

كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ

وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي

وَيا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ وَلَيلَةٍ

بِآنِسَةٍ كَأَنَّها خَطُّ تِمثالِ

يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها

كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ

كَأَنَّ عَلى لَبّاتِها جَمرَ مُصطَلٍ

أَصابَ غَضاً جَزلاً وَكَفَّ بِأَجزالِ

وَهَبَّت لَهُ ريحٌ بِمُختَلَفِ الصَوا

صَباً وَشِمالٌ في مَنازِلِ قَفّالِ

وَمِثلُكِ بَيضاءَ العَوارِضِ طِفلَةٍ

لَعوبٍ تُنَسّيني إِذا قُمتُ سِربالي

كانت للبيئة التي نشأ فيها امرؤ القيس تأثيرًا كبيرًا على ألفاظه فجعلته له ألفاظ جزلة ورقيقة ومعانيها بسيطة بعيدة عن التعقيد، فعندما كان يصف الحب فإنه كان يصف المرأة بجمالها ومفاتنها دون تعقيد، كذلك عندما كان يصف الفرس فإنه كان يذكر قوته وشعره وكافة الأمور المادية في الأشياء، بدون أن يتطرق إلى ذكر الأوصاف الحسية.

كما كان امرؤ القيس بارع في التصوير بدرجة كبيرة، فهو كان قادرًا على تصوير الليل بكل ظلامه وأحزانه، وكان قادرًا على إظهار كيف أنه شديد الطول لدرجة أن المتلقي يظن أن الليل نجومه مربوطة بحبل وثيق لا تتحرك من مكانها.

كذلك كان امرؤ القيس دقيق جدًا في الوصف، فكان يصف المرأة في جمالها بكل التفاصيل الممكنة من محاسن جسدها إلى محاسن طباعها، كما أنه في بعض الأحيان كان يصف الطبيعة فكان يصفها بكافة التفاصيل مما يجعل القارئ لديه القدرة على تخيل البيئة التي يعيش فيها الشاعر، مما يزيد من إمكانية التفاعل مع الشاعر والشعور به.

شعر الغزل كان من أبرز أنواع الشعر انتشارًا في فترة العصر الجاهلي وكذلك فترة الخلافة العباسية، ونتج عن ذلك الانتشار الكثير من القصائد الرومانسية الجريئة التي تحمل كثير من العواطف الجياشة.

السابق
أفضل كلمات شكر وثناء لشخص قدم العطاء وعبارات حب وامتنان
التالي
تهنئة مولود جديد انثى دعاء للمولود وأجمل عبارات التهنئة