منوعات

قصائد شعر مصرية أجمل القصائد لأبرز عمالقة الأدب العربي

قصائد شعر مصرية

الشعر مرآة الشعوب، لذلك إذا رغبت في معرفة مدى تحضر المجتمع عليك بأن تعرف الأدب الذي يقدمه وكذلك الفنون وبالأخص الشعر، فإذا كان الشعر راقيًا إذن المجتمع راقٍ، ومن أرقى أنواع الشعر في العصر الحديث هو الشعر المصري، نظرًا لعمالقة الأدب العربي الذين حظيت بهم مصر في القرن العشرين، والذين تركوا إرثًا أدبيًا لا يمكن مضاهاته، سنتعرف اليوم على أبرز قصائد هذا الأدب.

قصائد شعر مصرية

الشعر هو الواجهة الأدبية لتاريخ مصر، والطريقة الأمثل لدى المصريين للتعبير عما يشعرون به، فنجد أن هناك الكثير من عمالقة الشعر العربي مصريين، وذلك يشير إلى قوة الشعر المصري بالأخص في الفترة ما بين أوائل القرن العشرين وحتى سبعينيات القرن، من أشهر مدارس الشهر هي مدرسة الإحياء والبعث، والتي كان أبرز مؤسسيها الشاعر الكبير أحمد شوقي.

قصيدة كنيسة صارت إلى مسجد

مسجد

تعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر الكبير أحمد شوقي وتمثل إرثًا فنيًا كبيرًا في التاريخ المصري، ذلك لما فيها من معاني كبيرة تدل على الوحدة الوطنية وكذلك اللُحمة بين كافة فئات المجتمع، نظم شوقي الشعر في كثير من الأغراض ليطرح كل الأفكار الممكنة، ولكن أكثر ما كتبه كان الشعر الوطني والسياسي، فيما يلي أبرز أبيات قصائده الوطنية:

كَنيسَةٌ صارَت إِلى مَسجِدِ

هَدِيَّةُ السَيِّدِ لِلسَيِّدِ

كانَت لِعيسى حَرَمًا فَاِنتَهَت

بِنُصرَةِ الروحِ إِلى أَحمَدِ

شَيَّدَها الرومُ وَأَقيالُهُمُ

عَلى مِثالِ الهَرَمِ المُخلَدِ

تُنبِئُ عَن عِزٍّ وَعَن صَولَةٍ

وَعَن هَوىً لِلدينِ لَم يَخمُدِ

مَجامِرُ الياقوتِ في صَحنِها

تَملُؤُهُ مِن نَدِّها الموقَدِ

وَمِثلُ ما قَد أودِعَت مِن حُلىً

لَم تَتَّخِذ دارًا وَلَم تُحشَدِ

كانَت بِها العَذراءُ مِن فَضَّةٍ

وَكانَ روحُ اللَهِ مِن عَسجَدِ

عيسى مِنَ الأُمِّ لَدى هالَةٍ

وَالأُمُّ مِن عيسى لَدى فَرقَدِ

جَلّاهُما فيها وَحَلّاهُما

مُصَوِّرُ الرومِ القَديرُ اليَدِ

وَأَودَعَ الجُدرانَ مِن نَقشِهِ

بَدائِعًا مِن فَنِّهِ المُفرَدِ

فَمِن مَلاكٍ في الدُجى رائِحٍ

عِندَ مَلاكٍ في الضُحى مُغتَدي

وَمِن نَباتٍ عاشَ كَالبَبَّغا

وَهوَ عَلى الحائِطِ غَضٌّ نَدي

فَقُل لِمَن شادَ فَهَدَّ القُوى

قُوى الأَجيرِ المُتعَبِ المُجهَدِ

كَأَنَّهُ فِرعَونُ لَمّا بَنى

لِرَبِّهِ بَيتًا فَلَم يَقصِدِ

أَيُعبَدُ اللَهُ بِسَومِ الوَرى

ما لا يُسامُ العَيرُ في المِقوَدِ

كَنيسَةٌ كَالفَدَنِ المُعتَلي

وَمَسجِدٌ كَالقَصرِ مِن أَصيَدِ

وَاللَهُ عَن هَذا وَذا في غِنىً

لَو يَعقِلُ الإِنسانُ أَو يَهتَدي

قَد جاءَها الفاتِحُ في عُصبَةٍ

مِنَ الأُسودِ الرُكَّعِ السُجَّدِ

رَمى بِهِم بُنيانَها مِثلَما

يَصطَدِمُ الجَلمَدُ بِالجَلمَدِ

فَكَبَّروا فيها وَصَلّى العِدا

وَاِختَلَطَ المَشهَدُ بِالمَشهَدِ

وَما تَوانى الرومُ يَفدونَها

وَالسَيفُ في المُفدِيِّ وَالمُفتَدي

فَخانَها مِن قَيصَرٍ سَعدُهُ

وَأُيِّدَت بِالقَيصَرِ الأَسعَدِ

بِفاتِحٍ غازٍ عَفيفِ القَنا

لا يَحمِلُ الحِقدَ وَلا يَعتَدي

أَجارَ مَن أَلقى مَقاليدَهُ

مِنهُم وَأَصفى الأَمنَ لِلمُرتَدي

وَنابَ عَمّا كانَ مِن زُخرُفٍ

جَلالَةُ المَعبودِ في المَعبَدِ

فَيا لِثَأرٍ بَينَنا بَعدَهُ

أَقامَ لَم يَقرُب وَلَم يَبعُدِ

باقٍ كَثَأرِ القُدسِ مِن قَبلِهِ

لا نَنتَهي مِنهُ وَلا يَبتَدي

فَلا يَغُرَّنكَ سُكونُ المَلا

فَالشَرُّ حَولَ الصارِمِ المُغمَدِ

لَن يَترُكَ الرومُ عِباداتِهِم

أَو يَنزِلَ التُركُ عَنِ السُؤدَدِ

هَذا لَهُم بَيتٌ عَلى بَيتِهِم

ما أَشبَهَ المَسجِدَ بِالمَسجِدِ

فَإِن يُعادوا في مَفاتيحِهِ

فَيا لِيَومٍ لِلوَرى أَسوَدِ

يَشيبُ فيهِ الطِفلُ في مَهدِهِ

وَيُزعَجُ المَيتُ مِنَ الَمرقَدِ

إقرأ أيضاً  فروع مكتبة جرير في السعودية ومواعيد العمل وكيفية التواصل

فَكُن لَنا اللَهُمَّ في أَمسِنا

وَكُن لَنا اليَومَ وَكُن في غَدِ

لَولا ضَلالٌ سابِقٌ لَم يَقُم

مِن أَجلِكَ الخَلقُ وَلَم يَقعُدِ

فَكُلُّ شَرٍّ بَينَهُم أَو أَذى

أَنتَ بَراءٌ مِنهُ طُهرُ اليَدِ

كان شوقي دائم الحديث في قصائده عن الوطن، وكان دومًا ما تتسم قصائده بالطابع السياسي، وقد أبدع في هذا النوع من الشعر حتى تربع على عرش الشعراء في بداية القرن العشرين، كان يحاول أحمد شوقي في أغلب قصائده عكس ما يشعر به في ذاته من حب لوطنه ودينه وكذلك الحياة والحرية.

لم تخلو قصائد شوقي من ذكر الأخلاق والطابع الخلقي ومحاولة الحث عليها، فنجد أنه كان يحاول أن يشير إلى أن بالأخلاق تحيا الأمم وبها يسعد أفراد المجتمع، كان شوقي يحاول في الكثير من قصائده أن يسعى جاهدًا في الدفاع عن قضية الأخلاق، فكان يرغب في أن يجعل هذه القضية هدفًا لكل أبناء المجتمع للدفاع عنها.

اسم أسلوب شوقي بأنه متمكن بشكل كبير لغويًا فقد كان يمتلك ثروة لغوية كثيفة، وكان أثرها واضحًا في قصائده التي اكتسبت سمات شعرية هامة مثل المعرفة الجيدة بتراث العرب في الشعر، وكذلك العمل على إحياء هذا التراث مرة أخرى والاستلهام منه، حيث إنه يحاول استلهام قصائد من الشعر العباسي.

كما امتازت قصائده بهدوء العاطفة والتوازن ما بين توضيح الفكرة وعدم الاندفاع في إيضاح المشاعر، تميزت قصائد شوقي بانبثاق الكثير من الصور الفنية للقصيدة، كما أنه استخدم الكثير من الأدوات التي تعطي موسيقى شعرية حيث كان لديه قدرة كبيرة على استخدام هذه الموسيقى بذكاء حتى يتفاعل القارئ مع عاطفة الشاعر.

اقرأ أيضًا: أشعار قصيرة عن الحياة لأبرز شعراء العرب

قصيدة شعر حافظ إبراهيم

شاب يجلس أمام نافذة

 

عند ذكر أهم قصائد الشعر المصرية يجب أن نذكر أبرز شعراء العصر المنحسر حافظ إبراهيم، والذي كان يعد من رواد الشعر الحديث في أوائل القرن الماضي، إذ أن له الكثير من القصائد الخالدة في الأذهان، عرف شاعر النيل بأن قصائده متعددة الأغراض ولكن يسود عليها طابع حب الوطن، فيما يلي أبرز أبيات قصيدته تعمدت قتلي في الهوى وتعمدا:

تَعَمَّدتُ قَتلي في الهَوى وَتَعَمَّدا

فَما أَثِمَت عَيني وَلا لَحظُهُ اِعتَدى

كِلانا لَهُ عُذرٌ فَعُذري شَبيبَتي

وَعُذرُكَ أَنّي هِجتُ سَيفًا مُجَرَّدا

هَوينا فَما هُنّا كَما هانَ غَيرُنا

وَلَكِنَّنا زِدنا مَعَ الحُبِّ سُؤدُدا

وَما حَكَمَت أَشواقُنا في نُفوسِنا

بِأَيسَرَ مِن حُكمِ السَماحَةِ وَالنَدى

نُفوسٌ لَها بَينَ الجُنوبِ مَنازِلٌ

بَناها التُقى وَاِختارَها الحُبُّ مَعبَدا

وَفَتّانَةٍ أَوحى إِلى القَلبِ لَحظُها

فَراحَ عَلى الإيمانِ بِالوَحيِ وَاِغتَدى

تَيَمَّمتُها وَاللَيلُ في غَيرِ زَيِّهِ

وَحاسِدُها في الأُفقِ يُغري بِيَ العِدا

سَرَيتُ وَلَم أَحذَر وَكانوا بِمَرصَدٍ

وَهَل حَذِرَت قَبلي الكَواكِبُ رُصَّدا

فَلَمّا رَأَوني أَبصَروا المَوتَ مُقبِلًا

وَما أَبصَروا إِلّا قَضاءً تَجَسَّدا

فَقالَ كَبيرُ القَومِ قَد ساءَ فَألُنا

فَإِنّا نَرى حَتفًا بِحَتفٍ تَقَلَّدا

فَلَيسَ لَنا إِلّا اِتِّقاءُ سَبيلِهِ

وَإِلّا أَعَلَّ السَيفَ مِنّا وَأَورَدا

فَغَطّوا جَميعًا في المَنامِ لِيَصرِفوا

شَبا صارِمي عَنهُم وَقَد كانَ مُغمَدا

وَخُضتُ بِأَحشاءِ الجَميعِ كَأَنَّهُم

نِيامٌ سَقاهُم فاجِئُ الرُعبِ مُرقِدا

وَرُحتُ إِلى حَيثُ المُنى تَبعَثُ المُنى

وَحَيثُ حَدا بي مِن هَوى النَفسِ ما حَدا

وَحَيثُ فَتاةُ الخِدرِ تَرقُبُ زَورَتي

وَتَسأَلُ عَنّي كُلَّ طَيرٍ تَغَرَّدا

وَتَرجو رَجاءَ اللِصِّ لَو أَسبَلَ الدُجى

عَلى البَدرِ سِترًا حالِكَ اللَونِ أَسوَدا

وَلَو أَنَّهُم قَدّوا غَدائِرَ فَرعِها

فَحاكوا لَهُ مِنها نِقابًا إِذا بَدا

إقرأ أيضاً  أجمل قصيدة عن الوطن السعودي وقصيدة آل سعود في التاريخ

فَلَمّا رَأَتني مُشرِقَ الوَجهِ مُقبِلًا

وَلَم تَثنِني عَن مَوعِدي خَشيَةُ الرَدى

تَنادَت وَقَد أَعجَبتُها كَيفَ فُتَّهُم

وَلَم تَتَّخِذ إِلّا الطَريقَ المُعَبَّدا

فَقُلتُ سَلي أَحشاءَهُم كَيفَ رُوِّعَت

وَأَسيافَهُم هَل صافَحَت مِنهُم يَدا

فَقالَت أَخافُ القَومَ وَالحِقدُ قَد بَرى

صُدورُهُمُ أَن يَبلُغوا مِنكَ مَقصِدا

فَلا تَتَّخِذ عِندَ الرَواحِ طَريقَهُم

فَقَد يُقنَصُ البازي وَإِن كانَ أَصيَدا

فَقُلتُ دَعي ما تَحذَرينَ فَإِنَّني

أُصاحِبُ قَلبًا بَينَ جَنبَيَّ أَيِّدا

فَمالَت لِتُغريني وَمالَأَها الهَوى

فَحَدَّثتُ نَفسي وَالضَميرُ تَرَدَّدا

أَهُمُّ كَما هَمَّت فَأَذكُرُ أَنَّني

فَتاكَ فَيَدعوني هُداكَ إِلى الهُدى

تميز أسلوب حافظ إبراهيم بالاعتماد على المرادفات ذات المعاني البسيطة غير المعقدة، حيث إنه قرر البعد عن الألفاظ الغريبة وغير المستخدمة في اللغة العربية، ذلك لأنه كان يحاول أن يصل إلى عقل كل المتلقين من مختلف طبقات المجتمع المتعلم منهم والأمي، لذلك فإنه في هذه الفترة عُرف بشاعر الشعب.

كما أن أبرز سمات أسلوب حافظ إبراهيم هي وحدة الغرض في القصيدة، حيث إنه بعد كل البعد عن المبالغة في بواطن الأمور، وكان يحب أن يكون واضحًا ومحددًا في موضوعه الذي يعرضه من خلال القصيدة، وكان رافضًا كل الرفض أن تعالج القصيدة أكثر من موضوع لذا نجد أن أغلب قصائده تحتوي على فكرة واحدة فقط.

كان يعُرف عن حافظ إبراهيم أنه أحد أبرز رواد المدرسة الواقعية، وذلك كان بسبب أنه يحب أن يكون بعيد عن الخيال بسبب أنه كان دومًا حزينًا وبائسًا، مما جعله ذلك يفقد الرغبة في النظر للأشياء بتأمل وإحساس، مما انعكس ذلك على قصائده لذا نجد أنه كان فاقدًا للقدرة على وصف الأشياء التي تحرك مشاعره وأحاسيسه، وذلك السبب الرئيسي فيه نشأته يتيمًا.

اقرأ أيضًا: أشعار قصيرة عن الحياة لأبرز شعراء العرب

أفضل قصيدة لعباس العقاد

فتاة تقف على حافة جسر

من أشهر شعراء مصر الذين تميزوا وسطع نجمهم في سماء الأدب العربي هو عباس محمود العقاد، والذي تمكن من إحياء الشعر المصري من جديد بعد أن مر بعصور اضمحلال متعددة على مدار الزمان، لذلك فيما يلي أفضل قصائد عباس العقاد:

رأت شفتيه والبكى يستجيشها

فما راعها إلا اصفرار عليهما

وجست يدًا كانت نطاقًا لخصرها

فلا رمقًا فيها تحس ولا دما

ومالت على أذنيه حتى كأنه

ليسمع منها شجوها والتندما

وتفتح جفنيه لتبصر فيهما

سراجين كانا يسطعان فأظلما

سراجين كانا يجلوان لعينها

جمال محياها فوراهما العمى

وكانا لوجه الحسن أجمل مبصر

فقد فجع الموت المحاسن فيهما

فقالت برغمي أنك اليوم ميّت

وان الضحى لما يزل متبسما

ألا ايّهذا الحب إنك بعدهُ

ستصبح داء في الجوانح مسقما

ستصبح أنى سرت ترعاك غيرة

بعين تريك الوهم صدقًا مجسما

ستقبل محمود الأوائل سائغًا

وتدبر مشئوم العواقب مؤلما

وأنك إما عن مرامك قاصرٌ

فتأسف أو مجتازهُ متهجما

عذابك بالصفو الذي فيك راجح

وماؤك ممزوج به الري والظما

بلى سوف تغدو أيها الحب كاذبا

لجوجًا ملولًا جافيًا متبرما

اتسم شعر العقاد في اختلاف المبادئ وظهور الكثير من المفاهيم والمصطلحات الجديدة، بالإضافة إلى استخدام اللغة العربية الفصحى ذات المعاني البسيطة والواضحة والمفهومة لكل طبقات المجتمع، كما أنه كان دائمًا يحاول التنويع في استعمال الأساليب البلاغية في القصيدة الواحدة، لكن بشرط أن يكون ذلك يخدم النص الشعري ويراعي اختيار الأساليب البسيطة المفهومة.

كما كان العقاد نادرًا ما يتجه إلى شعر الفخر والذات واتسمت قصائده بكثرة الخيال والتصورات، بالإضافة إلى استخدام الأسلوب الساخر لطرح الأفكار، في بعض الأحيان كان يلجأ العقاد إلى اللغة العامية وذلك لمحاولة الوصول إلى كافة الطبقات، كما أنه كان يحاول الخروج عن المألوف من خلال عدم الالتزام بالقافية.

إقرأ أيضاً  تفعيل نت سوا شهر انترنت غير محدود

اقرأ أيضًا: قصائد شعر عن النجاح

قصيدة يا صارم اللحظ من أغراك بالمهج للبارودي

كتاب وقلم وريشة

محمود سامي البارودي هو واحد من أفضل شعراء جيله، كما أنه لم يكن شاعرًا فقط فإنه وصل إلى أعلى المناصب الدبلوماسية في الدولة المصرية، بدأ البارودي بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في سن صغير في البيت، وبعد ذلك اتجه لتعلم علم النحو والصرف وبعض الفقه والحساب وكذلك التاريخ.

من ثم التحق بالمدرسة الحربية والتي أهلته لنيل أكبر المناصب فيما بعد، كتب البارودي الشعر في كثير من المناسبات وكان له الكثير من الدواوين الوطنية والسياسية، كما أنه كتب شعر الفخر والمدح في بعض الأحيان، فيما يلي أبرز قصائده الشعرية:

يا صارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالْمُهَجِ

حَتَّى فَتَكْتَ بِهَا ظُلْماً بِلا حَرَجِ

ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وَهْيَ لاهِيَةٌ

حَتَّى أَصَابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ

طَرْفٌ لَو أَنَّ الظُّبَا كَانَتْ كَلَحْظَتِهِ

يَومَ الْكَرِيهَةِ مَا أَبْقَتْ عَلَى وَدَجِ

أَوْحَى إِلَى القَلْبِ فانْقَادَتْ أَزِمَّتُهُ

طَوْعاً إِلَيْهِ وَخلَّانِي وَلَمْ يَعُجِ

فَكَيْفَ لِي بِتَلافِيهِ وَقَدْ عَلِقَتْ

بِهِ حَبائِلُ ذاكَ الشَّادِنِ الْغَنِجِ

كَادَتْ تُذِيبُ فُؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ

لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ في لُجَجِ

لَوْلا الْفَواتِنُ مِنْ غِزْلانِ كَاظِمَةٍ

مَا كانَ لِلْحُبِّ سُلْطَانٌ عَلَى المُهَجِ

فَهَلْ إِلَى صِلَةٍ مِنْ غَادِرٍ عِدَةٌ

تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ

أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ في ظُلَمٍ

يَخْشى الضَّلالَةَ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ

كَأَنَّ أَنْجُمَهُ والجَوُّ مُعتَكِرٌ

غِيدٌ بِأَخْبِيَةٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ

لَيْلٌ غَيَاهِبُهُ حَيْرَى وأَنْجُمُهُ

حَسْرَى وَساعاتُهُ فِي الطُّولِ كالْحِجَجِ

كَأَنَّما الصُّبْحُ خافَ اللَّيْلَ حِينَ رَأَى

ظَلْمَاءَهُ ذاتَ أَسْدادٍ فَلَمْ يَلِجِ

فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَكِيمَتُهُ

فَكَفَّ عَنِّي فُضُولَ الْمَنطِقِ السَّمِجِ

يَظُنُّ بِي سَفَهاً أَنِّي عَلَى سَرَفٍ

وَلا يَكَادُ يَرَى ما فِيهِ مِنْ عِوَجِ

فاعْدِلْ عَنِ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِنَاً

فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَوَجِ

هَيْهَاتَ يَسْلُكُ لَوْمُ الْعَاذِلِينَ إِلَى

قَلْبٍ بِحُبِّ رسُولِ اللهِ مُمْتَزِجِ

اتسم شعر البارودي بظاهرة تصوير الواقع، ككل أبناء جيله فإنهم كانوا يرون أنه من الصواب تصوير الواقع والبعد كل البعد عن الخيال، كما احتوى شعره على مختلف الأغراض الشعرية مثل الغزل وكذلك الوصف والمديح والفخر بالوطن، واعتمد على أسلوب الزجل والديباجة البدوية.

كما تميزت قصائده بالألفاظ القوية والاعتماد على تصوير المنظور بشكل قوي وسلسل دون الحاجة إلى المحسنات البديعية من طباق وجناس، كانت قصائده مغلفة بالتجربة الذاتية والإحساس والمشاعر العميقة، كما برز البارودي في كتابة الشعر السياسي وذلك بحكم أنه كان يعمل بالسلك الدبلوماسي حيث عرض الأحداث التي تمر بها البلاد أثناء الاحتلال الإنجليزي.

تأثر محمود سامي البارودي بالكثير من الشعراء منهم أبو فراس الحمداني وكذلك امرؤ القيس وابن المعتز، فقد كانت ينتقل من بيئة العصر الذي يعيش فيه إلى بيئات العصور القديمة، ومن شدة تأثره بالعصور القديمة فكان الوحيدة من أبناء جيله الذي يحاول الجمع بين عدة أغراض في القصيدة الواحدة.

يعتبر الشعر المصري من أعرق مدارس الشعر، حيث حظت مصر بكثير من المواهب التي تميزت في الشعر، مثل أمير الشعراء وشاعر النيل لذا فإن الأدب المصري هو أرقى أدب عربي في القرن العشرين.

السابق
سميت الدولة الأموية بهذا الاسم نسبة إلى الخلفاء الذين حكموا
التالي
كم سعر تذكرة القطار من الرياض الى الدمام؟ وما طريقة الحجز؟