منوعات

قصيدة شعر عن الحب والعشق

شعر عن الحب والعشق

الحب والعشق مشاعر لا يمكن تجاهلها، فإن الإنسان إذا لم يحب فإنه لم يعيش حياته بشكل صحيح، لذلك نجد الكثير من القصائد الشعرية التي تتحدث عن الحب والعشق، وكيف للإنسان أن يهيم في سماء الحب، لذلك سنعرض اليوم بعض من القصائد الشعرية العذبة التي تهدف لإيضاح المعاني السامية للعشق من خلال أكبر شعراء الأدب العربي.

قصيدة شعر عن الحب والعشق

شعر عن الحب والعشق
شعر عن الحب والعشق

دومًا ما يرغب العاشقين في التعبير عن حبهم من خلال كتابة الشعر أو قوله، لذلك نجد أن هناك الكثير من قصائد الشعر التي تتمحور حول الحب والعشق، إذ أن اللغة العربية لغة فصيحة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني العميقة التي إذا استخدمتها للتعبير عن الحب فقد يزيد ذلك من عاطفتك، ويسهل عليك التعبير عن مشاعرك.

كما كان الشاعر إيليا أبو ماضي، أحد أكبر شعراء مدرسة المهجر الأدبية، ولد في لبنان وعاش في الإسكندرية بائعًا للسجائر، وعشق الشعر والأدب، لذلك قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعلم الأدب العالمي، وعاش بها حتى توفى، وكتب الكثير من القصائد الشعرية التي تتغنى بالعشق والحب، من أبرز قصائده قصيدة آه من الحب كله عبر.

آهٍ مِنَ الحُبِّ كُلُّهُ عِبَرُ

عِندِيَ مِنهُ الدُموع وَالسَهَرُ

وَوَيحَ صَرعى الغَرامِ إِنَّهُمُ

مَوتى وَما كُفِّنوا وَلا قُبِروا

يَمشونَ في الأَرضِ لَيسَ يَأخُذُهُم

زَهو وَلا في خُدودِهِم صَعَرُ

لَو وَلَجَ الناسُ في سَرائِرِهِم

هانَت وَرَبّي عَلَيهِم سَقَرُ

ما خَفَروا ذِمَّة وَلا نَكَثوا

عَهدا وَلا مَلَأو وَلا غَدَروا

قَد حَمَلوا الهونَ غَيرَ ما سَأَمٍ

لَولا الهَوى لِلهَوانِ ما صَبَروا

لَم يُبقِ مِنّي الضَنى سِوى شَبَحٍ

يَكادُ لَولا الرَجاءُ يَندَثِرُ

أُمسي وِسادي مُشابِهاً كَبِدي

كِلاهُما النارُ فيهِ تَستَعِرُ

أَكُلُّ صَبٍّ يا لَيلُ مَضجَعُهُ

مِثلِيَ فيهِ القَتاد وَالإِبَرُ

لَعَلَّ طَيفاً مِن هِندَ يَطرُقُني

فَعِندَ هِندٍ عَن شِقوَتي خَبَرُ

ما بالُ هِندٍ عَلَيَّ غاضِبَةً

ما شابَ فودي وَلَيسَ بي كِبَرُ

ما زِلتُ غَضَّ الشَبابِ لا وَهَنٌ

يا هِندُ في عَزمَتي وَلا خُوَرُ

لا دَرَّ دَرُّ الوُشاةِ قَد حَلَفوا

أَن يُفسِدوا بَينَنا وَقَد قَدَروا

واهاً لِأَيّامِنا أَراجِعَةٌ

فَاِنَّهُنَّ الحُجول وَالغُرَرُ

أَيّامَ لا الدَهرُ قابِضٌ يَدَهُ

عَنّي وَلا هِندُ قَلبُها حَجَرُ

لَم أَنسَ لَيلاً سَهرَتَهُ مَعَها

تَحنو عَلَينا الأَفنان وَالشَجَرُ

غَفَرتُ ذَنبَ النَوى بِزَورَتِها

فَما لِهَذي النُجومِ ساهِيَةً

تَرنو إِلَينا كَأَنَّها نُذُرُ

إِن كانَ صُبحُ الجَبينِ رَوَّعَها

فَإِنَّ لَيلَ الشُعورِ مُعتَكِرُ

أَوِ اِنتِظامُ العُقودِ أَغضَبَها

فَإِنَّ دُرَّ الكَلامِ مُنتَثِرُ

وَما لِتِلكَ الغُصونِ مُطرِقَةً

كَأَنَّها لِلسَلمِ تَختَصِرُ

تَبكي كَأَنَّ الزَمانَ أَرهَقَها

عُسرا وَلَكِن دُموعُها الثَمَرُ

طَوراً عَلى الأَرضِ تَنثَني مَرَحاً

وَتارَةً في الفَضاءِ تَشتَجِرُ

فَأَجفَلَت هِندُ عِندَ رُؤيَتِها

وَقَد تَروعُ الجَآذِرَ الصُوَرُ

هَيفاءُ لَو لَم تَلِن مَعاطِفُها

عِندَ التَثَنّي خَشّيتُ تَنكَسِرُ

مِنَ اللَواتي وَلا شَبيهَ لَها

يَزينُهُنَّ الدَلال وَالخَفَرُ

في كُلِّ عُضو وَكُلِّ جارِحَةٍ

مَعنىً جَديدٌ لِلحُسنِ مُبتَكَرُ

تَبيتُ زُهرُ النُجومِ تامِعَةً

لَو أَنَّها فَوقَ نَحرِها دُرَرُ

رَخيمَةُ الصَوتِ إِن شَدَت لَفَتَت

لَها الدَراري وَأَنصَتَ السَحَرُ

أَبُثُّها الوَجد وَهيَ لاهِيَةٌ

أَذهَلَها الحُبُّ فَهيَ تَفتَكِرُ

يا هِندُ كَم ذا الأَنامُ تَعذُلُنا

بدأ الشاعر الراحل قصيدته بوصف ما يمر به من أحزان وآلام، والتي كانت بداخله بسبب حبه وعشقه الذي لا ينتهي، على الرغم من انتهاء قصته مع حبيبته، ويعاني إيليا من أن لا أحد يشعر بآلامه لأن الحزن دومًا ما يكون داخل الإنسان فقط ولا أحد يعلم عنه شيئًا، ولا يمكن التعبير عن الحزن إلا من خلال البكاء والدموع لكن ذلك يصيب الوجه بالكآبة ويجعله مثل السحابة القاتمة.

إقرأ أيضاً  مشكلة في إصدار بطاقة صعود الطائرة ناس وكيفية التخلص منها

يشتكي الشاعر من تعرضه للأذى من الآخرين سواء من أقاربه وأصدقائه أو من الأغراب، وهو لا يعرف كيف يتصرف مع مثل هذه التصرفات هل يتغاضى عنها أم يتمرد عليها، فإن هذا الأمر جعله غير قادر على النوم وشبه ذلك بأنه مثل الليل مظلم وكئيب ولا يمكن أن يمر بهذه التجربة دون أن تشرق الشمس وينقشع الليل البارد الهادئ.

اتسم شعر إيليا أبو ماضي دومًا بالعاطفة الجياشة، وكذلك ربطه المشاهد الرومانسية بالبحر والجلوس أمامه والشكوى له، وذلك يدل على تأثره الكبير بالإسكندرية نظرًا للفترة التي عاش فيها، كما كان يخالجه دومًا الشعور بالحزن بسبب آلامه الناتجة عن الحب والعشق والفراق.

اقرأ أيضًا: قصائد شعر للأم مؤثرة لأبرز شعراء العرب

قصيدة كم أظهر العشق من سر

شعر عن الحب والعشق
شعر عن الحب والعشق

العاشق دومًا تفضحه عيناه، هكذا يقول الحكماء، وذلك يدل على أنه مهما حاول العاشق أن يخفي حبه عن الناس، فإنه يقوم ببعض التصرفات التي تكشف حبه لمن حوله، وتطرأ الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي لهذا الموضوع من خلال قصيدته الرائعة كم أظهر العشق من سر، والتي تناول فيها موضوع الحب والعشق، فيما يلي أبرز أبياتها:

“كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما

وكم أماتَ وأحيا قبلنا أُمَما

قالت غلبتُكَ يا هذا، فقلتُ لها

لم تغلبيني ولكنْ زِدتِني كرما

بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ

من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما!

ما كنت أتركُ ثأري قطُّ قبلَهمْ

لكنّهم دخلُوا من حُسنِهِم حَرَما

يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما

حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما

ويرجعانِ إلى خمرٍ مُعَتقةٍ

من المحبةِ تَنفي الشكَّ والتُهَما

جديلئٌ طرفاها العاشقانِ فما

تراهُما افترقا.. إلا ليلتَحِما

في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها

كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما

قد أصبحا الأصل مما يشبهان فَقُل

هما كذلكَ حقاً، لا كأنَّهُما

فكلُّ شيءٍ جميلٍ بتَّ تُبصِرُهُ

أو كنتَ تسمعُ عنهُ قبلها، فَهُما

هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما

هذا الجمال الذي يستأنسُ الألما

دمي فداءٌ لطَيفٍ جادَ في حُلُمٍ

بقُبْلَتَيْنِ فلا أعطى ولا حرَما

إنَّ الهوى لجديرٌ بالفداءِ وإن

كان الحبيبُ خيالاً مرَّ أو حُلُما

أو صورةٌ صاغَها أجدادُنا القُدَما

بلا سَقامٍ فصاروا بالهوى سُقَماً

الخَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ

وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما

والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت

والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما

في حُسنها شبقٌ غضبانُ قَيَّدَهُ

حياؤُها فإذا ما أفلتَ انتقما

أكرِمْ بهم ُعُصبةً هاموا بما وَهِمُوا

وأكرمُ الناسِ من يحيا بما وَهِما

والحبٌ طفلٌ متى تحكمْ عليهِ يَقُلْ

ظلمتَنِي ومتى حكَّمْتَه ظلما

إن لم تُطِعْهُ بكى وإن أطعتَ بغى

فلا يُريحُكَ محكوماً ولا حَكما

مُذ قلتُ دعْ ليَ روحي ظلَّ يطلُبُها

فقلتُ هاكَ اسْتَلِمْ روحي، فما اسْتلما

وإنَّ بي وجَعاً شبهتُهُ بصدىً

إنْ رنَّ رانَ، وعشبٍ حينَ نمَّ نما

كأنني علَمٌ لا ريحَ تَنْشُرُهُ

أو ريحُ أخبارِ نصرٍ لم تَجِدْ عَلما

يا منْ حَسَدْتُم صبِياً بالهوى فَرِحاً

رِفقاً به، فَهُوَ مقتولٌ وما علما”

إقرأ أيضاً  أسماء بلاد بحرف و وأبرز المعلومات عنها

يعبر الشاعر عن حبه من خلال بعض الأبيات الرائعة التي تحمل معاني عذبة، حيث إنه شبه الحب بقاتل يقتل قلبه، كما شبه حبها له بأنه معارك وخسارته لها تعتبر شرفًا، ومن عاد منتصر من هذه المعارك وما تشبهها فهو منهزمًا، ويشبه الهوى بأنه الوطن الذي سيضحي بحياته من أجله، فالهوى عنده جديرًا بالفداء.

في منتصف القصيدة يقوم الشاعر بوصف حبيبته من خلال بعض أغراض الغزل العفيف، فإنه يوصف أن شعرها أطول من شعر ليلى محبوبة قيس بن الملوح، والوجه أجمل من حظي بابتسامة، كذلك يتغنى الشاعر بحيائها وصورها بغزال يرى أسدًا فيخاف أن يكون فريسته، فهي إذا استشعرت بوجود غريبًا عنها فإنها تخجل وتنسحب على الفور.

يطالب الشاعر الناس بأنهم لا يحسدوه فإنه في غنى عن الحسد فهو وحده مقتولًا في حب حبيبته، استخدم الشاعر كثير من التشبيهات من أجل إضافة بعض من المبالغة إلى القصيدة مما يزيد من قدر حبه لحبيبته، ويدل ذلك على خبرة الشاعر الكبيرة في تحويل المواقف الخيالية إلى مواقف حقيقية تعبر عنه.

اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل في الأم من قصائد الشعراء

قصيدة أصابك عشق

من منّا لا يعرف قصيدة أصابك عشق، والتي تمثل أيقونة الحب والعشق، فعلي الرغم من ذلك إلا أنها قصيدة مجهولة المصدر، ولا أحد يعرف الشاعر الذي قام بكتابتها، ولكن من الضروري التعرف على بقية أبياتها الشعرية العذبة، والتي تحمل الكثير من المعاني الرفيعة التي تعبر بشكل بليغ عن الحب، فيما يلي أبرزها:

أصابَكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهمِ

فما هذهِ إلا سجيّةُ مُغرَمِ

أصابك سهم أم رُميتَ بنظرةٍ

فما هذه إلا خطيئةُ من رُمي

ألا فاسقِني كاساتِ راحٍ وغنِّ لي

بذِكرِ سُليمةَ والكمانِ ونغِّني

فدَع عنكَ ليلى العامريةِ إنني

أغارُ عليها من فم المتكلمِ

أغارُ عليها من أبيها وأمِها

إذا حدّثاها في الكلامِ المُغَمغَمِ

أغارُ عليها من أخيها وأختِها

ومن خُطوةِ المسواك إن دار في الفم

أغار على أعطافها من ثيابها

إذا ألبستها فوق جسم منْعم

وأحسَدُ أقداحًا تقبّل ثغرها

إذا أوضعتها موضعَ اللثمِ في الفمِ

على شاطيءِ الوادي نظرتُ حمامة

أطالتْ عليَّ حسرتي وتندُمي

خذوا بدمي منها فإني قتيلها

ولا مقصدي الا تجودُ وتنعَمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها

ولكن سلوها كيف حلّ لها دمي

وقولوا لها يا منيةَ النفسِ إنني

قتيلُ الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا إني قُتلت بصارم

ولكن رمتني من رباها بأسهمِ

لها حُكمَ لقمانٍ وصورةُ يوسفٍ

ونَغمةُ داودٍ وعفةُ مريم

ولي حزنُ يعقوبٍ ووحشةُ يونسٍ

في القصيدة الكثير من التشبيهات، من أشهرها هو تشبيه العشق بأنه سهم أصاب قلب الشاعر، وأن السهم الذي أصاب قلبه هذا لا يعتبر خطأ من رماه، ولكن من حظ الشاعر السعيد أن هذا السهم قد أصابه، فهو يرى أنه قد رُزق هذا الحب، يصف الشاعر أعلى درجات العشق عندما يعبر عن مشاعره ويقول إنه يغار على حبيبته من أبيها وأمها في حالة أنهم حدثوها بكلامٍ لا يرضيه.

كذلك يغار عليها من أخواتها ومن استخدامها للمسواك الذي يدور في فاها، ويغير عليها من ملابسها لأنها تلمس جسدها وهذا ما لا يقبله، نظرًا لأنها تلمس جسدها المنعم وهو لا، كذلك يشعر الشاعر بالغيرة والحقد على الكاسات التي تشرب حبيبته فيها لأنها تقبل ثغرها عندما تشرب.

إقرأ أيضاً  رقم طيران اديل السعودي المجاني وطريقة حجز الرحلات

في أواسط القصيدة يعبر الشاعر عن غضبه من حبيبته وذلك لأنه وجد يداها بها لونًا أحمر وهذا يدل على خطبتها فظن أنها خُطبت لشخص آخر غيره، عندما افترقا، ولكنها توضح له أن ليس ذلك ما حدث ولكن أنه عندما افترقا بكت دمًا، حتى ابتلت يداها بالدماء وصار لونها أحمر، فقام بتقبيل يداها حتى تكف عن البكاء وبكى هو الآخر من جمال وجهها البرئ.

اقرأ أيضًا: أفضل شعر عربي فصيح وخصائصه

رفاعة الطهطاوي عن العشق

رفاعة بن رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي، عالم مصري جليل من أبرز علماء مصر في عصر النهضة العلمية في العصر الحديث، تعلم في الأزهر وكان من كبار العلماء والأئمة في الوعظ، وكان في بعثة متجهة إلى أوروبا لتلقي العلوم الحديثة وحين عاد قام بإنشاء جريدة الوقائع المصرية، كان الكل يعرف بعلمه ولكن نادرًا ما كان يعرف الناس أنه شاعر له باع طويل في الشعر، لذلك فيما يلي أبرز قصائده الشعرية والتي كان محورها عن العشق والحب.

تُبْدِي الغرامَ وأهلُ العشق تكتمُه

وتدّعيه جِدالا منْ يُسَلِّمهُ

ما هكذا الحبُّ يا من ليس يفهمه

خلِّ الغرامَ لصبٍ دمعُه دمُه

حيران توجدُه الذكرى وتعدمُه

دعْ قلبَه في اشتغالٍ من تقلبُّه

ولبَّه في اشتعالٍ من تلهبُّه

واصنعْ جميلَ فعالٍ في تجنبه

واقنعْ له بعلاقاتٍ عَلِقنَ به

لو اطَّلعت عليه كنتَ تَرحمُه

فؤاده في الحمى مسعى جآذرِه

وفي نجوم السما مَرعى نواظرِه

فيا عذولاً سعى في لوم عاذره

عذلتَه حين لم تنظر بناظره

ولا علِمتَ الذي في الحب يعلمه

أما ترى نفسه مَرعَى الهَوى انتجعتْ

وساقها الحبُ فانساقتْ ولا رجعتْ

فاعذرْ أو اعذلْه ما وُرْقُ الحِمى سجعتْ

لو ذقتَ كأس الهوى العذريّ ما هجعتْ

عيناك في جُنح ليلٍ جُنَّ مظلمه

ولا صبوتَ لسلوانٍ ولا مللِ

ولا جنحتَ إلى لومٍ ولا عَذِلِ

ولا انثنيت لخطبٍ في الهوى جللِ

ولا ثنَيت عنانَ الشوق عن طلل

بالٍ عفتْ بيد الأنواء أرسمُه

فكيف ناقشته في أصل مذهبهَ

وما تحرَّيتَ تحقيقاً لملطبهِ

فوالذي صانه عن وَصمةِ الشبه

فلا ترى الفرسَ للنيران جانحةً

بعد الخمود ولا الأنوارُ لائحةً

والمانويةُ لا تنفكُّ نائحةً

وأصبحتْ سُبلُ التوحيدِ واضحة

والكفرُ ينْدبُه بالويل مَأتْمه

يعبر الشاعر رفاعة الطهطاوي عن رأيه في الحب بأن أهل العشق دومًا ما يحاولون كتمان مشاعرهم بالحب، ولكن الغرام يظهر عليهم، وأن الغرام دومًا ما يكون سببًا للمرء في أن يبكي ويصاب بالحزن والكرب، بسبب الهجر والفراق المحتمل، بالإضافة إلى أن التفكير في الحبيب والبعد عنه يشعل القلب والعقل نارًا.

يطرح أيضًا بعض القصص التي عاصرها عن الحب فكثير منها لم يكتمل بسبب الكثير من العوائق، لذلك هو لا يرغب في خوض مثل هذه التجارب لكيلا يذوق من مرارة الكأس، فهو لن يقدر على الهجر أو الفراق.

العشق يجب دائمًا أن يكون محل اهتمام الشعراء في قصائدهم، وذلك لأنه غذاء النفس البشرية، فإن الإنسان من دون عشق كأنه وردة بدون ماء، لذلك تغنى أغلب الشعراء بالحب والعشق لما يدل على أنه مسلى النفس.

 

السابق
سعر اشتراك osn في السعودية وقائمة القنوات
التالي
مستشفى الحرس الوطني بالرياض الأقسام وأهم الخدمات التخصصية