عند البحث في الشريعة الإسلامية نجد أن هناك عدد كبير من الأذكار التي أوصى بها رسول الله ﷺ؛ كما تم تسمية بعض الأدعية بأسماء خاصة دلالة على فضلها العظيم ومن ضمنها تاج الذكر ولهذا يرغب المسلمون في معرفة ما هو الذكر المقصود تحديدًا به وذلك للمداومة عليه، وسوف نذكر لكم فضله كذلك ليتمكن المسلم من معرفة مدى أهميته وفضله ويداوم عليه ليحصل على كافة المنافع منه.
ما هو دعاء تاج الذكر وما فضله
تاج الذكر هو دعاء “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
لقد جاء في الحديث عن رسول الله ﷺ أنه من قال إذا أصبح (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وهنا يتضح لنا مدى الفوائد الجمّة التي يحصل عليها المسلم إذا قال هذا الدعاء، ولقد جاء في الترغيب أنه يفضل أن يقول الفرد هذا الذكر كل يوم 100 مرة كما تم بيان أنه يستحب قوله بعد صلاتي الفجر والمغرب حوالي 10 مرات بعد إتمام الفريضة.
ولقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان بيومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
قصص عن تاج الذكر
الذكر يقوي المسلم ويكون سببًا من نجاته من كافة الأمراض والهموم والأحزان، حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحملون ضيق العيش الذي تعرضوا له من خلال الذكر فكان يعطيهم قوة كبيرة والدليل على ذلك هو أن رسول الله ﷺ أوصى السيدة فاطمة بالذكر حينما كانت تشكو من كثرة العمل وأنها كانت تحتاج إلى خادم، فقام رسول الله بتوصيتها بالذكر وأكد أنه يعطيها القوة لقضاء أعمالها.
فقال الرسول ﷺ للسيدة فاطمة وزوجها “ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما؛ فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادم”.
ولقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، وقال رسول الله ﷺ (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة)، وقال ﷺ :(ما عمل أدمي عملًا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل).
كما قال ابن عباس رضي الله عنه (إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق).
تعرف على التيجان السبعة
التيجان السبعة عبارة عن أدعية من المستحب للمسلم أن يقولها كل يوم؛ وهي:
- تاج الذكر: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
- تاج راحة البال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- تاج تفريج الكرب: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- تاج التحصين: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.
- تاج الاستغفار: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.
- تاج التسبيح: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
- تاج الدعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
شاهد أيضًا: حكم أخذ عمولة مقابل جلب الزبائن للشركات
أهم فوائد الذكر
للذكر العديد من الفوائد التي يحصل عليها الفرد عند المداومة عليه، منها:
- التقرب من الله عز وجل.
- مغفرة الذنوب والإكثار من الحسنات.
- يأخذ الفرد الثواب الكبير الخاص بكل ذكر يقوله.
- يعطيك الذكر قوة ببدنك، ونور بوجهك.
- سكينة القلب.
- النجاة من الكرب والحزن.
- حفظ الإنسان من الشر.
- براءة من النفاق.
- زيادة في الرزق.
- رفع مكانة العبد في الدنيا والآخرة.
الذكر له فوائد كثيرة ولهذا ينبغي على المسلم أن يلتزم به طوال حياته فهو يساعده على محو ذنوبه والتقرب من الله تعالى، كما ينقي قلبه ويفتح له أبواب الخير من كل مكان لهذا نجد المسلم الذي يذكر الله دائمًا يعطيه الله تعالى رضى وسكينة لقلبه.