يُعد التفكير النقدي من الأدوات التي لا غنى عنها لأي شخص يسعى إلى فهم ووعي أعمق لما يدور حوله، لا سيما في عالم ملئ بالمعلومات والبيانات المختلفة التي تتدفق من كل مكان، فالتفكير النقدي من أنواع الأدوات التي يجب تعزيزها للخروج بنتائج أفضل حول الكثير من القضايا المختلفة التي تهم كثير من الناس، ومن خلال السطور المقبلة من هذا المقال سوف نتطرق إلى توضيح التفكير النقدي وأهم مميزاته والتعرف على صفات المفكر الناقد وغيرها من المعلومات الأخرى.
ما هو التفكير النقدي
يعد التفكير النقدي أحد الأدوات التي تساعد في القدرة على تحليل الأفكار والمعلومات المتدفقة ولكن بطريقة منطقية وموضوعية، وذلك بغرض التوصل إلى استنتاجات معقولة ومدعومة بالأدلة، ويعتمد التفكير النقدي على سؤال رئيسي وهو لماذا؟ حيث أنه لا يعتمد على المعلومات كما هي ولكنه يسعى للبحث عن ما وراء المعلومات.
أهمية التفكير النقدي
للتفكير النقدي الأكثر من الأهمية والمزايا التي يوفرها في الوصول للحقائق بكل دقة، وفيما يلي أهمية التفكير النقدي:
- المساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة حيث يساهم التفكير النقدي في تقييم الخيارات المختلفة ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة.
- المساعدة في حل المشكلات حيث يساعد التفكير النقدي في المساهمة في العثور على حلول مبتكرة للمشكلات.
- يجعل التفكير النقدي الفرد أكثر انفتاحًا على الكثير من الأفكار الجديدة ويساهم في تطوير المعرفة والمهارات.
- يمكن كذلك للتفكير النقدي في التعرف على وجهات نظر الآخرين والتعبير الجيد عن أفكارهم بشكل وضوح وفعالية.
صفات المفكر الناقد
هناك مجموعة من الصفات الرئيسية التي اتفق الباحثون على ضرورة اشتمالها في المفكر الناقد، وفيما يلي سوف نتطرق إلى توضيح كل صفة من هذه الصفات بشكل مفصل وذلك كما يلي:
- الفضول المستمر: يعد الفضول أول وأبرز الصفات التي يمكن أن يتسم بها المفكر النقدي فالفضول لا يعد مجرد رغبة في معرفة المزيد ولكنه شغف بالبحث عن الحقائق والأفكار بكل دقة، ويتسم الشخص الفضولي بعدم الاكتفاء بالمعرفة السطحية ويسعى بشكل دائم إلى الغوص والتعمق أكثر في المواضيع التي يثيرها مما يدفعه إلى طرح الأسئلة بشكل مستمر على نفسه وعدم القبول بالمعلومات كما هي دون تدقيق وتمحيص.
- التحليل العميق: يعد التحليل العميق أو ما وراء السطح هو القدرة على تفكيك الفكرة والمفاهيم إلى عناصرها الأساسية للتعرف على كيفية تداخلها وعملها معًا وهذه الصفة من أهم صفات المفكر الناقد حيث يقوم بفحص الأدلة والآراء والشهادات المتنوعة قبل أن يصل إلى نتائجه النهائية وتساعد هذه القدرة التحليلية على التمييز بين الحقائق والآراء وكذلك بين المعلومات الموثوقة والمشكوك فيها.
- الانفتاح على الأفكار الجديدة: يعد الانفتاح على الأفكار الجديدة أيضًا أحد مزايا المفكر الناقد والذي يتمتع بها الشخص المنفتح ذهنيًَا وتعني الاستعداد لتقبل الأفكار الجديدة ومراجعة آرائه نحو الأفكار والمعرفة والمعلومات الجديدة وذلك قبل البدء في الحكم عليها، ويتسم الشخص المنفتح ذهنيًا بأنه لا يخشى الخوف أو مواجهة الفرص التي تساعده على النمو.
- التفكير المنطقي: يُعرف التفكير المنطقي بأنه القدرة على ربط الأفكار بشكل متسق وسلسل ومدروس ومن أبرز صفات المفكر الناقد هو القدرة على التفكير بالمنطق والاعتماد على قواعد الاستنتاج الصحيحة للتوصل إلى استنتاجاته حيث تساعده هذه الفرصة على حل المشكلات المعقدة ويمكن للمفكر الناقد أن يتجنب الوقوع في الأخطاء المنطقية الشائعة.
- الشك المنهجي: يعد المفكر الناقد يتمتع بصفة الشك المنهجي من بين الصفات التي يتسم بها، ويعد هذا الشك من الشك الصحيح الذي يؤكد صحة المصادر والمعلومات قبل قبولها، ولا يعبر عن السلبية أو عدم الثقة ولكنه وسيلة أو أداة لتقييم مدى صحة المعلومات التي يتم تقديمها.
- المثابرة والإصرار: المثابرة والاستمرار من أبرز السمات التي يجب أن يتسم بها المفكر الناقد وهي تساعده في السعي وراء الحقيقة، فالمفكر لا يستسلم بكل سهولة ولكنه يحاول مرة تلو أخرى بالمثابرة والصبر حتى يصل إلى هدفه.
- التواصل الفعال: من خلال التواصل الفعال والتعبير عن الأفكار بكل وضوح يكتب المفكر خصائص المفكر النقدي والمقدرة على التواصل الفعال وهي جزء لا يمكن أن يتجزأ من التفكير النقدي، وتساهم في نقل الأفكار والتحليلات إلى الآخرين بشكل مفهوم ومنظم، فالمفكر الناقد يعرف كيف يعبر عن وجهة نظره ويشرح الأدلة التي يستند إليها.
- الاستقلالية الفكرية: المفكر الناقد يستمتع باستقلالية فكرية ولا يتأثر بكل سهولة بآراء الآخرين أو الاتجاهات السائدة حوله حيث يمتلك المفكر الناقد أفكار استقلالية خارجة عن الصندوق ويعمل على تطوير وحلول مبتكرة وغير تقليدية للأمور.
هكذا نكون تعرفنا على صفات المفكر الناقد بالتفصيل، وذكرنا أيضًا أهمية التفكير النقدي وكل ما يتعلق بذلك الموضوع.
