اسلاميات

هل يجوز ارتداء الكمامة في العمرة للنساء وما هي أحكام العمرة للنساء؟

راي الشرع في ارتداء الكمامه للمراه اثناء تادية مناسك الحج والعمره

كثيرًا ما تتساءل النساء عن هذا الحكم في مواسم العمرة لا سيما في ظل انتشار بعض الأوبئة في الآونة الأخيرة، كما أن ارتداء الكمامة يقي من الأمراض والملوثات بشكلٍ عام، ولكن ما هي الفتوى الصحيحة في هذا السياق؟ وما هي أحكام العمرة للنساء من القرآن والسنة؟

حكم ارتداء الكمامة في العمرة للنساء

المنتقبات واداء مناسك الحج او العمره
المنتقبات واداء مناسك الحج او العمره

الأصل في فقه الشريعة أن السيدة يجب أن ترتدي ما يظهر وجهها في وقت الإحرام حتى وإن كانت منتقبة، فلا يجوز ارتداء النقاب أو البرقع أو اللثام؛ فقد جاء في الحديث الشريف ما رواه الإمام البخاري:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنْ الثِّيَابِ فِي الْإِحْرَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا الْبَرَانِسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا الْوَرْسُ وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ)

قد أجمع العلماء على أن الكمامة لا تجوز شرعًا في فترة الإحرام للمرأة مثل اللثام أو النقاب، ولكن حكمت الضرورة واحتاجت لها بسبب المرض أو الروائح المؤذية، جاز ارتداؤها فدية الأذى.

قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله في كتابه أسنى المطالب ” مَنْ لَبِسَ فِي الْإِحْرَامِ مَا يَحْرُمُ لُبْسُهُ بِهِ، أَوْ سَتَرَ مَا يَحْرُمُ سَتْرُهُ فِيهِ، لِحَاجَةِ حَرٍّ، أَوْ بَرْدٍ، أَوْ مُدَاوَاةٍ، أَوْ نَحْوِهَا: جَازَ، وَفَدَى”

حالات فعل المحظورات في الشريعة الإسلامية

لكي نتعرف على حالات فعل المحرمات يجب الاطلاع على ما كتب الشيخ ابن عثيمين حول هذا الأمر، حيث قال رحمه الله لفاعل المحظورات ثلاث حالات:

  • الأولى: فعل الممنوع والمحرم بلا عذر فهذا آثم.
  • الثانية: فعل المحظور لعذر أو لحاجة فليس بآثم، ولكن عليه فدية.
  • الثالثة: من يفعل شيءً محرمًا وكان له عذر بجهل أو نسيان أو إكراه أو نوم، فلا إثم عليه ولا فدية.
إقرأ أيضاً  دعاء التراويح

فدية ارتداء الكمامة للمرأة في العمرة أو الحج هي صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، أو ذبح شاة، وعلى المرأة أن تختار واحدة من الثلاثة، بينا أجمع العلماء على عدم وجود حرج على الرجل في لبس الكمامة.

في الكثير من الحالات يكون ارتداء الكمامة ضرورة لا بد منها مثل حالات تفشي الأمراض أو وجود ردود أفعال تحسسية لدى المرأة، لذا يجب الامتناع عن ذلك انطلاقًا من قول الله تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)

اقرأ أيضًا: ما هي الأدعية التي ندعي بها أثناء العمرة

أحكام الحج والعمرة للنساء

لا يمكن الذهاب إلى العمرة دون التعرف على أهم الأحكام المتعلقة بها لا سيما للنساء، لذا نطرح أهم الأحكام في البيان التالي:

أولًا: حكم سفر المرأة للعمرة مع مجموعة نساء

هناك العديد من الآراء حول هذه المسألة وهل تحل النساء من أهل الثقة محل المحرم أم لا، وقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى المنع وأكدوا على أنه لا غنى عن وجود محرم.

جاء ذلك استنادًا إلى السنة النبوية الشريفة التي تحرم سفر المرأة دون محرم، مثلما جاء في قول النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم: (لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَومٍ وَلَيْلَةٍ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا).

بينما ذهب المالكية والشافعية إلى جواز ذلك في الحج الواجب أو العمرة الواجبة واعتمدوا في فتواهم على عدة أدلة، من أبرزها حديث النبي حين قال (فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ)

إلى جانب الحديث الشريف اعتمد المالكية والشافعية على ثبوت العمل بذلك بين الكثير من الصحابة والتابعين، كما أن الله قال في العموم (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) ولكن هناك شروط يجب توافرها في عصبة النساء.

إقرأ أيضاً  ماذا يفعل تاج الذكر؟ وما هي فضائله وآثاره الطيبة على المسلم؟

الثقة والأمان من أهم الشروط التي يجب توافرها في عصبة النساء المعتمرات سويًا، إلى جانب الخلق والدين والالتزام باللّباس الشرعي للمرأة، والتّمسك بالآداب العامة.

ثانيًا: حكم التطيّب والحناء وحل ضفائر الشعر للمحرمة

من أبرز الأمور التي تم حظرها في فقه العمرة أن تمس المرأة المعتمرة الطِّيب انطلاقًا من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: (ولَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شيئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أوْ ورْسٌ) ويشمل هذا الحكم الرجل والمرأة.

من المستحب في الإسلام وضع القليل من العطر للرجل قبل الإحرام، كذلك المرأة لا يجوز لها ذلك إلا قبل الإحرام وتبطل عمرتها إذا تطيبت، أما الحناء فلا مانع منها قبل حتى وإن بقي أثرها على أن تكون خالية من العطور، ولكن لا تجوز أثناء الإحرام.

ثالثًا: الملابس الشرعية للنساء في العمرة

لا يُشترط لإحرام المرأة ملابس محددة مثل الرجال ويمكنها أن ترتدي ما تمت حياكته من ثياب على أن يكون الزي شرعيًا مع ضرورة الابتعاد عن الزينة المبالغ فيها وقطع الملابس التي تلفت الأنظار، ويمكنها أن تختار من الألوان ما تشاء طالما التزمت بضوابط الشريعة.

رابعًا: التقصير للمرأة

على كل معتمرة ان تقص من شعرها مقدار عقلة أصبع عند التحلّل التقصير على أن يكون التقصير من جميع الشعر وليس من بعضه، ويتم ذلك من خلال جمع كافة خصل الشعر وقص الجزء الشرعي وهو مقدار رأس الأصبع.

اقرأ أيضًا: أدعية الطواف pdf كاملة

شروط العمرة للنساء

هناك عدة ضوابط وأحكام على المرأة المعتمرة التعرف عليها كما يجب التعرف على مبطلات العمرة أصلًا، وذلك حتى تكون سليمة ويتقبلها الله، وهي على النحو التالي:

  • أن تكون بالغة عاقلة صحيحة بدنيًا لكي تستطيع أداء مناسك العمرة وتحمل المشاق.
  • ألا تكون حائض أو في فترة النفاس.
  • استحضار النية يجب أن تكون نيتها صادقة وأن تستحضر قلبها قبل الإحرام وأن تحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
  • أن تغتسل وترتدي ملابس طاهرة للإحرام شريطة عدم وجود عطر في ملابسها.
  • الطواف حول الكعبة سبع مرات، مع الدعاء والتضرع.
  • السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
  • قص جزء صغير من شعرها قدر عقلة أصبع.
  • بعد الانتهاء يجب أن تغتسل وترتدى الملابس التقليدية.
إقرأ أيضاً  أفضل دعاء للميت في العمرة

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء عشر ذي الحجة قصير مستجاب

مبطلات العمرة للنساء

هناك بعض السلوكيات من شأنها أن تجعل العمرة باطلة للمرأة من أمثلة عدم الطهارة الكاملة أو حالات الحيض أو النفاس وغيرها كما في البيان التالي:

  • إذا جامع الرجل زوجته وهي محرمة تبطل عمرتها.
  • استخدام العطور من مبطلات العمرة أيًا كان نوع العطر أو إذا كان مخلوطًا بأحد المستحضرات الأخرى.
  • التخلي عن أحد مناسك العمرة مثل الطواف أو السعي يُبطل عمرتها.
  • تغطية الوجه باللثام أو البرقع، ويستثنى من ذلك ارتداء الكمامة للضرورة.
  • فعل المحظورات وارتكاب المعاصي تبطل العمرة أو الحج.

قبل ذهاب المرأة إلى العمرة يجب عليها الإلمام بالعديد من الأمور الهامة من أمثلة الأحكام الشرعية والأركان والمبطلات مع ضرورة الالتزام بالقواعد العامة التي تحددها الحكومة السعودية للعمرة لإنهاء الشعائر بسلام.

السابق
رد لاهنت على الفور
التالي
السديري وش يرجعون