يرغب الكثير من الناس في معرفة المزيد من المعلومات حول طارق بن زياد ذلك القائد الإسلامي العظيم الذي عُرف بشجاعته وإقدامه وعبقريته العسكرية.
حيث كان له دور عظيم في نشر الدين الإسلامي في القارة الأوروبية وأجزاء واسعة من شمال أفريقيا، لذا دعونا نتعرف بشكل تفصيلي عن حياته، ونسبه، ودوره العظيم في فتح بلاد الأندلس.
من هو طارق بن زياد؟
جدول المحتويات
هو من أهم الشخصيات الإسلامية في التاريخ؛ ويرجع ذلك إلى دوره العظيم في نشر الإسلام في شبه جزيرة أيبيريا، حيث يحمل جبل طارق الذي يقع جنوب إسبانيا اسمه حتى يومنا هذا.
ولد طارق عام 50 للهجرة، وأسلم على يد القائد الإسلامي موسى بن النصير، ونشأ في بيئة عربية إسلامية، وهو من أشهر قادة الفتح الإسلامي وأشد رجاله وجنده، حيث تولى إمارة طنجة بعد فتحها عام 89 للهجرة.
عُرف طارق بشجاعته وإقدامه في المعارك والفتوحات التي خاضها، حيث كان من أهم القادة في الخلافة الأموية، أما عن هيئته فتشير المصادر التاريخية أنه كان ضخم الهامة وطويل القامة ذو بشرة شقراء، وتوفي عام 102 للهجرة.
نسبه
يوجد اختلاف كبير بين المؤرخين حول أصل ونسب طارق بن زياد، حيث يرجح بعض المؤرخين مثل الإدريسي وابن خلكان وابن عذاري أنه من الأمازيغ (البربر) من قبيلة الصدف وكانت ديانتهم الوثنية، وحينما دخلت القبائل الوثنية في الإسلام كان من بينها قبيلة طارق، وأعجب القائد الإسلامي موسى بن نصير بشجاعته فولاه قيادة جيوش الفتح.
بينما يرجح البعض أنه فارسي الأصل، كما تؤكد بعض المصادر أنه عربي الأصل من قبيلة همذان العربية، كما نسبه بعض المؤرخين إلى بنو ليث وهي أحد فروع قبيلة كنانة، ومما يرجح هذا الرأي أن بني أمية كانوا عادةً يولون الجيوش إلى القادة العرب.
جهاد طارق بن زياد
شارك طارق في العديد من الفتوحات الإسلامية مع موسى بن نصير الذي قام بتوليته قيادة الجيش في المغرب، واستطاعوا الوصول إلى المحيط الأطلسي والسيطرة على المغرب الأقصى.
وعندما وصلا إلى مدينة الحسيمة (أهم المدن في المغرب) قاموا بمحاصرتها حتى أسلم أهلها، وقد خضع المغرب بأكمله لحكم موسى بن نصير فيما عدا مدينة سبتة المحصنة، وتولى حينها طارق بن زياد إمارة طنجة كي يتمكن من مراقبة مدينة سبتة.
فتح الأندلس
أراد طارق بن زياد فتح الأندلس عام 92 للهجرة بعد أن أذن له موسى بن نصير بذلك، فتوجه نحو جبل طارق بجيش مكون من سبعة آلاف مقاتل وقام بفتح حضن قرطاجنة، واستطاع السيطرة على المناطق المجاورة لجبل طارق.
حين عَلِم حاكم الإقليم القوطي (لذريق) بما حدث، بدأ في إرسال الجيوش المتتالية إليهم ولكن استطاع طارق والمسلمين هزيمتهم جميعًا، وقد دعمه موسى بن نصير حيث أرسل له نحو خمسة آلاف مقاتل آخرين.
حتى حدثت المعركة الفاصلة في رمضان عام 92 للهجرة بين المسلمين والقوط في سهل الفلنتيرة، والتي استمرت لمدة 8 أيام وكان النصر لطارق والمسلمين.
من إحدى المعارك الهامة التي خاضها طارق بن زياد لفتح الأندلس هي معركة وادي لكة التي هَزم فيها المسلمون القوط وانتصروا عليهم انتصارًا عظيمًا حتى فر آخر ملوكهم (لذريق).
اتجه المسلمون بعدها لفتح باقي مدن الأندلس ومنها: غرناطة، وطليطلة، ومالقة بمساعدة القائد الإسلامي موسى بن نصير، وقد حكم المسلمون الأندلس نحو 800 عام بعد هذا الفتح العظيم.
البحر من خلفكم والعدو من أمامكم
نُسبت تلك المقولة إلى طارق بن زياد، ولكن نفى البعض نسبها إليه، وأكدوا أن المستشرقين هم من نسبوا تلك المقولة إليه؛ كي يقنعوا الناس أن القائد الإسلامي طارق قد أجبر جنوده على القتال ويبررون هزيمتهم أمامه.
كما زعموا حرقه للسفن التي اجتاز بها المسلمون البحر ليرغمهم على القتال، ولكن كل هذه الروايات لم تذكر في أمهات الكتب الإسلامية التاريخية، ولكنها ذكرت في الكتب الأوروبية فقط مما يؤكد زور تلك المقولة.
مواقفه الإنسانية
قام طارق بن زياد بالعديد من المواقف الإنسانية التي لا تُنسى، وسنذكر لكم بعض منها:
- أقر بأن موسى بن نصير هو القائد ورضى أن يكون في المرتبة الثانية.
- أعاد أموال الملوك إليهم، والتي كانت تُعرف بصفايا الملوك.
- صدق وعده حينما أعطى بعض المدن الأمان.
- أوفى بعهده عندما فتح الأندلس وأنقذ اليهود من القوط الذين كانوا يعاملونهم معاملة سيئة.
وفاته
توفي عام 102 للهجرة، ولم تصل عنه أي أخبار بعد وصوله إلى دمشق مع موسى بن نصير، واختلف المؤرخون حول ما حدث له، حيث قال البعض أنه عندما وصل إلى دمشق بقي دون عمل حتى توفى، وذكر آخرون أنه سُجن في دمشق حتى تدخل الخليفة الوليد وأطلق سراحه.
كما تحدث بعض المؤرخين عن وجود خلافات بينه وبين موسى بن نصير حول الغنائم التي أخذها الجيش حتى أمر الخليفة باستدعائهما إلى دمشق لحل الخلاف، وذُكر أنه آثر الابتعاد عن الأضواء وتفرغ لعبادة الله عز وجل.
الخاتمة
تعرفنا في هذا المقال على طارق بن زياد ذلك القائد الإسلامي العظيم الذي كان له الدور الأكبر في فتح بلاد الأندلس وانتصار المسلمين.
أما عن نسبه فقد اختلف المؤرخون في أن يكون عربي الأصل أو فارسي الأصل أو من البربر (أمازيغي)، ولكن اجتمع الجميع على بسالته وشجاعته ودوره العظيم في نشر الدين الإسلامي.